أدهشتني إجابة ذلك الصغير الذي سألته عن الفارق بين خلافه مع اثنين من أقاربه، فقال : خلافي نزيه مع الأول ومع الثاني غير نزيه ! وشرح لي كيف أنّ الخصومة مع الأول لا تتجاوز مكانها، وأما الثاني فيصدر الخلاف ويسبقني يشتكي بدمع ومبالغات وكذب! ذكّرني هذا الموقف بجملة للمفكر الكبير (كوبماير) عندما قال:سافر دائماً على الدرجة الأولى! ولم يعن بهذا التوجيه السفر فحسب بل عنى أن تكون متميزاً في حياتك وفي كل تفاصيل حياتك! - سافر على الدرجة الأولى في حياتك؛ وذلك بأن ترتكب أنظف الأخطاء, سري الأخلاق، نبيل النفس، لا تفجر في خصومة بقول أو فعل! - سافر على الدرجة الأولى في لحظات الغليان؛ بالحلم وكظم الغيظ بعدم الاعتداء ورفع الصوت والترفع عن السب والشتم. - سافر بالدرجة الأولى في وطنك؛ وكن شخصاً صالحاً مصلحاً تمثل وطنك أجمل تمثيل, يهمك الوطن كما تهمك أسرتك. - سافر على الدرجة الأولى في لبسك؛ فاعتن بالملابس جيدة الصنع بقدر من الأناقة والنظافة التامة. - سافر على الدرجة الأولى عندما تدعو أحداً؛ وذلك بطلاقة الوجه والكرم المعقول وحسن الاستقبال. - سافر بالدرجة الأولى في عملك وذلك بالانضباط وطيب التعامل والعناية بالتطوير الشخصي والتنمية الذاتية. - سافر بالدرجة الأولى بتفكيرك؛ ولا تملأ عقلك بأفكار من الدرجة السياحية، وتذكّر دائماً أن التفكير بالأشياء العظيمة بنفس سهولة التفكير بسفاسف الأمور مع الاختلاف الكبير في النتائج. - سافر على الدرجة الأولى؛ في نظرتك الحياة تفاءل وانشر شعاع الفرح وانثر ورود الأمل حيثما كنت. - سافر على الدرجة الأولى عندما تمر عليك أزمة؛ بالأناة والثبات والتروي وحسن الظن بالله. - سافر بالدرجة الأولى عندما تتحدث؛ انتق كلماتك واكس حديثك بمفردات الرقة واللطف والذوق، احفظ شيئاً من الشعر والطرف تملح بها مجلسك. - سافر على الدرجة الأولى مع من حولك؛ باهتمامك بهم والحرص عليهم والتحدث إليهم بلسان دافئ وقلب رحيم, فلا تزهو بفضائلك عليهم، كريم نفس لا تنشغل بتعقب أخطائهم لأنك مشغول بالارتقاء بهم! - سافر بالدرجة الأولى على مستوى الأحلام والطموحات؛ فاستكثر منها لنفسك واعل من همتك، فطموحات الشخص تعبر عن قوّته الداخلية. - سافر في الدرجة الأولى في حياتك؛ فلا تضق بما يعتورها من ضعف ولا يحملنك ذلك على قنوط ويأس حياتك كما تريد أنت لا كما يريد الناس فلا تتدثر خلف ما يشتهون. - سافر على الدرجة الأولى في موقف ظلم أو مشهد جور؛ بدفع المظلمة بكلمة حق وزجر الظالم. ) سافر على الدرجة الأولى عندما تنتقد الآخرين؛ بالتعاطف مهم وقص تذكرة العودة لهم وبسط الحلول أمامهم لا فضح ولا تشهير. - سافر بالدرجة الأولى عندما تكون بين أسرتك؛ بالانبساط لهم وتفقد حوائجهم والتغافل عن هناتهم. - سافر بالدرجة الأولى في العطاء والبذل؛ وكن كريماً سخياً، وما أعظم ذلك الرجل الذي قيل له: لنا حويجة فقال: اطلبوا لها رجيلاً! خلاصة السفر على الدرجة الأولى أن تكون متقناً لأي عمل مخلصاً فيه تتلمّس أجمل أساليبه وأنفع أدواته، السفر على الدرجة الأولى يعني: جملة من المواقف الفكرية والسلوكية السليمة يؤمن بها الفرد ويثابر عليها ويشحذ اهتمامه بتفضيلها، ثم الالتزام بها من أقلها قيمة إلى أعظمها قدراً, من الأسلوب الذي تعامل به صغيرك إلى عبادتك ومروراً بأسلوب تعاملك مع مرؤوسك ورئيسك، ومن الأسلوب الذي تتعامل به مع البقال إلى الأسلوب الذي تهيئ نفسك فيها أن تكون ذا شأن. وقفة من المهارات الجميلة والتي تعينك على أن تظهر بأجمل مظهر وتجعل منك شخصاً متجدداً متطوراً يومه أفضل من أمسه وغده أفضل يومه؛ مهارة (التوقف المفاجئ) وهي أن تتوقف ذهنياً عن سلوك أو عادة أو قول ألفته؛ تتأمل فيه وتعمل على تحسينه فكل ما تفعله في حياتك بإمكانك تطويره وهناك شكل آخر لكل ما تفعله الآن يعمل بكفاءة أكبر! قبل الأخير سافر على الدرجة الأولى حين تنام وحين تمشي حين تأكل وحين تشرب حين تعطي وحين تأخذ، حين ترضى وحين تغضب حين تتحدث وحين تصمت، حين تدعو وحين تؤدب، حين تكافئ وحين تعاقب، وحين تحسن وحين يُساء إليك, حين تبتسم وحين تعبس! تذكّر يا عظيم أنك عندما تهم بشراء ساعة أو قلم أو عطر، فأنت تجتهد وتبذل كل وسعك؛ ألا يستحق منك شراء الحياة أن تستفرغ الجهد وتبذل السبب لتختار أعظم وأجمل اختيار! ومضة قلم: من عجائب الحياة: أنّ الأشياء التي جعلت منك ناجحاً في بداياتك نادراً ما تكون هي التي تبقيك ناجحاً! [email protected]