مما يجب التنبه إليه، وهو حقيق بالانتباه، ذلك القدر الكبير من المغالاة في مظاهر الزواج مما يصير منها أو لنقل جلها في قصور الأفراح أو الفنادق ذات التكلفة العالية... مما يثقل كاهل البعض من الأسر حين تزويجهم لأبنائهم... علماً بأن هذه التكلفة تأتي مضافة لغيرها مما تتطلبه المناسبة مما يتحمل عبئه الثقيل ذلك الشاب الذي لا يزال في بداية حياته وبدايات تكوينه لأسرته وما تحتاجه من متطلبات الحياة العصرية التي لا يخفى ما صارت إليه بعد أن صارت الأسعار في ارتفاع مستمر... الأمر الذي يتطلب عدول الناس عن مثل تلك المظاهر وتغيير ما كان من مألوف العادة بعداً عن الإسراف والتبذير والمباهاة مما هو شأن الكثيرين في هذا الزمن، رغم ما فيه من أحاديث تحث على التيسير وعدم المباهاة كما حديث عائشة (رضي الله عنها) مرفوعاً قالت: (إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتسير صداقها...) وقال عمر - رضي الله عنه - (لا تغالوا في صداق النساء) ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الصداق المقدم إذا كثر وهو قادر على ذلك لم يكره إلا أن يقترن بذلك ما يوجب الكراهية من معنى المباهاة ونحو ذلك. وإن بدأ أن هنالك من العقلاء وبعضهم من ميسوري الحال والأغنياء ممن صاروا يعمدون إلى تيسير زواج أبنائهم وإقامته في منازلهم مبتعدين عن تلك المظاهر والمباهاة بما فيها من إسراف مذموم... مما يحمل القائمين بها فوق طاقتهم أنه خيار محمود... ومما تجدر الإشارة إليه ما صار من قبل أحدهم وهو من الميسورين وذوي المكانة الوظيفية العالية من إتمام مراسم زواج ابنته في منزله رغم ما أظهره خطيب ابنته من استعداد ورغبة في أن يكون الزواج في أحد أكبر الفنادق في المدينة... بل انه أضاف حسنة أخرى حين أصر على توديع العروسين في المطار عند سفرهما لقضاء شهر العسل... بأن أعطى زوج ابنته ما كان قد دفعه من مال كمهر، ولعل من واجب كتاب الرأي والدعاة وأئمة المساجد الحث على تجنب المبالغة في تكاليف الزواج ولا سيما أن مستجدات الظروف في شكلها العام زادت من صعوبة الحياة وتكاليفها مثلما هي الأشد صعوبة على الشباب ممن صارت تثقل كواهلهم الديون... مما يتطلب أن يكون الناس أشد وعياً وأكثر حكمة ولا سيما ممن يرونهم الناس القدوة مثل الوجهاء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والشخصيات العامة. [email protected]