إن كان للجمال عنوان وللروعة رمز فهو سيرة سيد البشر وقرة العين ومهجة الروح محمد اللهم صل وسلم عليه, ذكر يتجدد وهم يتبدد, تحليق في الآفاق وغوص في أعماق الكمال. محمد صفوة الباري ورحمته وبغية الله من عرب ومن عجم والحديث عنه لا يمل فسيرته عطر للقلوب وسكينة للأرواح وسكن النفوس المنهكة محمدٌ ذكرهُ روحٌ لأنفسنا محمدٌ شكرهُ فرضٌ على الأمم وقد جمعت لكم حزمة من صور (الجمال) الذي لا يدانيه جمال من سيرة الحبيب اللهم صلِّ وسلم عليه ومهما تكرر علينا سماع شيئا من سيرته - صلى الله عليه وسلم - فلا النفس تمل ولا الأرواح تكلّ. أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع وإليكم صورا مشرقة من الجمال الحقيقي: 1 - جمال (الثبات على المبادئ وعدم المساومة على حدود الله) وذلك عند ما رفض شفاعة أسامة في المخزومية على الرغم من حبه الشديد ووقوفه بحزم أمام إغراءات قريش. 2 - جمال (التواضع) وخفض الجناح ومنه ما جاء في الحديث أن الجارية الصغيرة تمسك بيده الشريفة وتطوف به في أنحاء المدينة. 3 - جمال (سكينة النفس ونبل الروح والأناة) فقد كان يدخل على أهله، فيقول: هل عندكم شيء فإن قالوا: لا، قال: إني إذاً صائم. 4 - جمال (تقدير النعمة وتثمينها) فقد كان يمدح أدنى الطعام منزلة ويقول: نعم الإدام الخل. 5 - جمال (الأخلاق وعظمة النفس وشرف الملكة) فما ضرب أحدا قط وما قال لخادم كلمة أف. 6 - جمال (القدرة على الحسم واتخاذ القرار) فعندما اتخذ قرار الخروج من المدينة في أحد لم يتراجع عنه وقال مقولته الشهيرة: ما كان لنبي إذا لبس لأمة الحرب أن يضعها. 7 - جمال (الشجاعة والإقدام ورباطة الجأش) فقد كان الصحابة يحتمون به إذا حمي الوطيس. 8 - جمال (الإيمان والتوحيد) فعندما كسفت الشمس وخسف القمر علّم الناس مبينا لهم أنهما آيتان من آيات الله. 9 - جمال (الرحمة والشفقة والإحساس بالآخرين) عندما طافت عليه الحُمّرة تشتكي من بعض الصحابة الذين أخذوا أفراخها فقال: من فجعها بصغارها ردوا عليها صغارها. 10 - جمال (الفهم للطبيعة البشرية) عندما اكتفى بقول: غارت أمكم عندما كسرت عائشة - رضي الله عنها - الإناء. 11 - جمال (الوفاء وحفظ الود) عندما قال بعد بدر: لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني في هؤلاء النتن لأطلقتهم له وقد كان صاحب معروف على الحبيب اللهم صلي وسلم عليه. 12 - جمال (الاعتناء بالمظهر والرائحة الطيبة) كان يعرف مجيئه برائحته الطيبة. 13 - جمال (الاعتداد بالنفس) حيث كان يردد في حنين: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب. 14 - جمال (الاتزان في الحياة) ونلحظه في فن التعامل مع الزوجة فقد كان في مهنة أهله. 15 - جمال (الاعتناء بالأنثى وإكرامها وحدبه عليها) وذلك في مشهد حمله لأُمامة ابنة زينب - رضي الله عنها - وهو يصلي. 16 - جمال (التغافل وعدم الاستقصاء والفضول) ويتجلى هذا عندما زار ابنته فاطمة وكانت قد تخاصمت مع علي - رضي الله عنها - فلم يسأل عن السبب. 17 - جمال (الرعاية لمشاعر الزوجة والاجتهاد في إسعادها) ويلحظ هذا عندما مكّن عائشة من النظر للعب الأحباش. وكان يتابع عائشة على ما تهوي إليه. 18 - جمال (العبودية والاستكانة لله) فقد كان يستغفر ربه سبعين مرة في اليوم وكان لصدره في صلاة الليل أزيز كأزيز المرجل. 19 - جمال (الحزم والتصرف بقوة) إذا استدعى المشهد فقد انتفض في وجه أساطين قريش عندما ضايقوه وهو يطوف وقال: لقد جئتكم بالذبح، وقد بلغ بهم الخوف حتى أن أشدهم عليه قال له جزعا: انصرف يا أبا القاسم فما أنت بجهول. 20 - جمال (التطامن والذكاء الاجتماعي )عندما قال للصغير مواسيا: يا أبا عمير ما فعل النغير! 21 - جمال (التخطيط وقراءة الحاضر واستشراف المستقبل) كما فعل في رحلة الهجرة. 22 - جمال (اليقين) وقد بلغه الحبيب في أقسى مواقف الاضطهاد والقهر ومن أعظمها قوله في يوم الحديبية: إني رسول الله ولن يضيعني أبدا. 23 - جمال (الكرم والجود) فقد كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. 24 - جمال (احترام مشاعر الآخرين) فما كان يعيب طعاماً قط فإن اشتهاه أكله وإلا سكت. 25 - جمال (الحلم ورحابة الصدر) فلما كُسِرت رُباعيته - صلى الله عليه وسلم - وشُجَ وجهه يوم أُحد، شَقَ ذلك على أصحابه، وقالوا: يا رسول الله ادعُ على المشركين، فأجاب أصحابه قائلاً لهم: (إني لم أُبعث لعّاناً وإنما بعثت رحمة). 26 - جمال (الأدب والذوق) فكان لا ينحي رأسه عن أحد يكلمه حتى ينحي الرجل رأسه أولاً ولا تناول يد أحد فيتركها قبله. 27 - جمال (الحياء) فكان في حيائه كالعذراء في خدرها وكان إذا ساءه شيء ظهر على وجهه الكريم. 28 - جمال (التوجيه وروعة الأسلوب) فلم يكن يوجه نقداً مباشراً ولا لوماً صريحاً بل يكتفي بجملة: ما بال أقوام؟ ومضة قلم بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد - صلى الله عليه وسلم - . غوته [email protected]