لم يتعرض رياضي سعودي لحرب إعلامية تستهدف وجوده كما تعرض لاعب الهلال السابق ومشرف الفريق الحالي سامي الجابر، وهو الذي عانى من كل أنواع المخططات الرامية لإنهائه، ليس حينما يمثل فريقه "الأزرق" وحسب بل حتى وهو يذود عن شعار المنتخب السعودي. عاش سامي الجابر طوال أكثر من عقد ونصف هي الفترة التي قضاها في تمثيل فريق الهلال الأول في دوامة من الصراعات مع الإعلام المضاد، الذي ما فتئ يصفه تارة بالنجم الورقي، وأخرى باللاعب المصنوع، وثالثة بالأسطورة المزيفة، وكان ذلك كافياً لأن ينهي مسيرته مبكراً، لولا أنه آمن أن ما يحاك له إنما هو قدر كل موهوب، ومصير أي نجم، فكما قيل "كل ذي نعمة محسود" وقدر سامي أنه حبي بموهبة فذة لا ينازعه فيها أحد. واصل سامي شق طريق الإبداع، فدانت له الألقاب منحنية لنجوميته، فكان هدافاً لا يشق له غبار، إذ يكفيه تحقيقه لقب هداف الدوري السعودي مرتين عامي 1990 و1993، وفوزه بلقب هداف العرب وتتويجه بجائزة الحذاء الذهبي، عدا عن تحقيقه لقب الهداف في غير بطولة خليجية وعربية، إلى جانب فوزه بلقب الأفضلية كلاعب في أكثر من استحقاق وفي غير جائزة. وبعيداً عن انجازاته الشخصية، يكفي الجابر أنه اللاعب العربي الوحيد الذي قاد منتخب بلاده في أربع مونديالات، عدا عن انه أكثر لاعب سعودي منجز سواء على مستوى ناديه أو منتخب بلاده، كما وانه اللاعب السعودي الوحيد الذي اقتحم أسوار الكرة الانجليزية حينما ارتدى قميص نادي (ولفر هامبتون، وبين كل ذلك يملك النجم السعودي أرقاماً صعبة حفظها له (الفيفا) تؤكد على أسطوريته الكروية، فهو اللاعب العربي الوحيد الذي سجل في ثلاثة مونديالات، ومن بين 15 لاعبا على مستوى العالم، وهو من بين قلائل نجحوا في تسجيل هدفين في بطولات العالم يفصل بينهما 12 عاماً، وهو ينضم في ذلك إلى السجل الذي يحوي الاسطورة البرازيلية بيليه والأسطورة الألمانية زيلر. وعلى الرغم من أن سامي قد وضع حداً لنجوميته كلاعب في أغطس 2007 حينما أعلن اعتزاله، إلا أن ذلك لم يكن مانعاً من استمرار تلك الحملات المغرضة ضده، خصوصاً وأن الألقاب والإنجازات والأوسمة ظلت تطارده ليس على الصعيد المحلي وحسب بل على الصعيد الدولي، حتى وهو يسير في الأمتار الأخيرة في مشواره، خصوصاً بعدما تم اختياره من الأممالمتحدة سفيراً للنوايا الحسنة في العام 2005 إلى جانب نجوم عالميين البرازيلي كرونالدو والفرنسي زين الدين زيدان. واستمرت الحال حتى بعد ان خلع سامي بزة اللعب وارتدى بزة العمل الإداري، إذ ما برح الإعلام المغرض يسعى جاهداً لأن يدق إسفينا بينه وبين لاعبي الهلال، خصوصاً في بداية إطلالته الإدارية؛ لكنه مضى غير عابئ حيث تعلم من دروس الماضي القريب أن لا ينظر وراءه، وزاد من حدة الغضبة على هذا النجم الكبير بعد أن اختير مؤخراً سفيراً لملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 إلى جانب لاعبين عالمين كالأرجنتيني باتيستوتا، و والهولندي رونالد دي بور. ومن الطبيعي أن يزداد سعير الحرب على الجابر لاسيما بعد النجاح اللافت الذي حققه مؤخراً في عمله كمشرف عام على فريق الهلال، والذي أثمر عن تحقيق لقب دوري (زين) السعودي للمحترفين قبل نهايته بثلاث جولات كإنجاز جديد يحسب له، وهو ما سينصبه كأفضل إداري هذا الموسم بلا منازع، وهو الحضور الذي يؤكد على أن لسامي الجابر (كاريزما) خاصة تجعله صديقاً للنجاح أينما حل أو ارتحل.