الطفل السعودي أحلامه للمستقبل محصورة في ثلاث وظائف ضابط...طيار...معلم؟؟!!. صورة الطبيب مشوهة بين الأطفال لأنه يعتبر لهم مصدر الألم.. أبرة... دواء... دم؟؟!!. وإن ضربت الحمى تجد طفلاً يحلم بأن يكون طبيباً يختار الأسنان ليس حبا في المهنة نفسها بل متأثراً بأنشودة طيور الجنة «أي..أي يا أسناني». وظيفة المعلم من أحلام أطفالنا لكن الطفل نفسه... عندما تسأله نفسك معلم أيش؟؟!! يرد عليك : رياضيات ... علوم ... وووووووو .... وسط كل هذه المواد لن يختار معلم تربية بدنية؟؟!!. الطفل يعشق حصة الرياضة لكنه لا يحلم أن يكون «معلمها»... طبيعة الطفل يريد أن يكون صاحب «سلطة» فيجد معلم التربية الرياضية منهجه مجرد مادة في كشف الدرجات لا يوجد فيها نجاح أو رسوب من هنا تسقط قيمة «الرياضة» في مدارسنا فتصبح في عقول أطفالنا مجرد متعة وليس مهنة؟؟!!. يكبر هذا الطفل وعندما يصبح «مسؤول» لا يختلف الرياضة «متعة» وليس «مهنة» لا يغير قناعته وتبقى «الرياضة» على هامش قراراته؟؟!! هكذا يفكر القائمون على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي فتجد تخصص «الرياضة» بمختلف علومها التدريب.. الإدارة.. الاستثمار ليس لها مكان في أجندتهم... فهذا التخصص محظور الابتعاث فيه؟؟!!. أكبر مشروع ابتعاث في تاريخ البشرية لا يعترف بتخصص «الرياضة» قرار يحتاج التفكير فيه بعقلية المستقبل وليس بأحلام طفولتنا؟؟!!. الرياضة اليوم صناعة واستثمار وتحتاج للمختصين فالأندية اقتربت من «الخصصة» فكيف نريد نجاحها ونحن لا نؤهل شبابنا في هذا المجال... وكيف نريد أن نطور رياضتنا ونحن لا نستثمر طفرة الابتعاث فدول كأمريكا وأوربا لها خبراتها وتجاربها الناجحة فلماذا لا نتعلم منهم حتى نضمن المستقبل يكفي زمن الاجتهادات والعمل بلا خطط تأمل أين نحن الآن في خارطة العالم الرياضية؟؟!!. أعداد بسيطة لا تذكر مبتعثة من جهات عملها في تخصصات «الرياضة» أما برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ما زال مؤمن بأن هذا التخصص لا يحتاجه سوق العمل؟؟!!. من لا يعرف الرياضة ولا قيمتها ولا حتى يشاهدها قد يحشر «أنفه» هنا ويعترض وهو يردد: ايش نسوي بالرياضة ... نريد أطباء مهندسين مخرجات الابتعاث؟؟!!. هذه مشكلتنا في السعودية أن نريد «استنساخ» شبابنا بعضهم مثل بعض طبيب... مهندس فقط... تأمل السماء بعد المطر ما أجملها لتعدد واختلاف ألوان «قوس قزح». لماذا برنامج «الابتعاث» يجبر شبابنا في تخصصات محدودة... فالدول المتقدمة قوتها بخبراتها في مختلف المجالات وليس في مجال معين فقط... نريد شابا يحمل في يده مشرط طبيب... وشاب آخر رياضي يرفع علم وطنه في منجز رياضي وهكذا.... قد يسأل البعض ما قيمة «الابتعاث» في المجال الرياضي؟؟!!! من تجربة أعيشها بنفسي في أمريكا مبتعث من جهة عملي «جامعة جازان» للدراسات العليا في الإدارة الرياضية وجدت أن أي شاب رياضي سعودي متميز خاصة في الألعاب الفردية كألعاب القوى والسباحة وغيرها عندما يتخرج من المرحلة الثانوية يبتعث في مجال «الرياضة» فالجامعات الأمريكية تمتلك منشآت رياضية أفضل من منشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالسعودية وهنا دوري الجامعات يحظى باهتمام كبير ومدربين عالميين يدربون طلاب الجامعة في مختلف الألعاب إلى جانب ذلك الأجواء معتدلة ملائمة للتدريبات الرياضية... وسط كل هذه المعطيات سوف يتطور مستوى شبابنا رياضياً بل نؤهلهم للمستقبل بشهادة علمية... فلنبدأ بابتعاث عدد من لاعبي منتخبات الشباب في مختلف الألعاب وأنا مؤمن بنجاح التجربة. على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن توطد علاقتها بوزارة التعليم العالي لاستثمار هذا البرنامج لابتعاث الرياضيين... عندما تكون هناك نية صادقة من سلطتنا الرياضية في ضمان المستقبل فإنها ستجد وزارة التعليم العالي تقف معها كيف لا تقف ووزيرها رياضي الدكتور خالد العنقري هو نفسه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية. برعاية معالي وزير التعليم العالي ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين بواشنطن ستقيم الملحقية الثقافية السعودية بواشنطن حفلاً تكريمياً للدفعة السادسة من المتخرجين في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي بأمريكا يوم السبت القادم 25 مايو 2013م ... يبلغ عدد الخريجين ما يقارب 10 آلاف خريج وخريجة وسط هذا الرقم الكبير للآسف ليس لتخصص «الرياضة» مكان ولا نصيب؟؟!!. في أمريكا التعليم الجامعي تكاليفه عالية جداً فالمواطن الأمريكي الذي يحلم ببعثة دراسية أقصر طريق لذلك أن يكون رياضيا متميزا لكي يضم لمنتخب الجامعة حينها يدرس بالمجان ويصرف له راتب شهري... ونحن في السعودية أصعب طريق للحصول على بعثة دراسية أن تكون رياضيا متميزا.... حقاً أن أحلام الأطفال تكبر معنا... لتبقى الرياضة في وطننا مجرد «متعة» وليس «مهنة»؟؟!!. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri