زفت الملحقية الثقافية السعودية بالولاياتالمتحدةالأمريكية يوم أمس الأول أكثر من 6000 خريج وخريجة بفندق الهاربر بواشنطن وبرعاية من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أمريكا الدكتور عادل الجبير بحضور نائب الوزير لتعليم البنات نورة بنت عبد الله الفايز وعدد كبير من المسؤولين من أمريكا والمملكة. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم مسيرة الخريجين، بعد ذلك ألقى الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي بواشنطن كلمة عبَّر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قائلاً: «اسمحوا لي بادئ ذي بدء، أن أرفع نيابة عنكم وبالأصالة عن نفسي، أسمى آيات التحية وخالص التهنئة، لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الراعي الحقيقي لمسيرة التعليم والتنوير بالمملكة، ومسيرة أبنائه وبناته المبتعثين في الخارج، والذي لولاه، حفظه الله، ما كنا اليوم، في هذا المكان نحتفل بكم ونكرمكم» ولسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز. كما نقل تحية وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وقال: «أود في هذه المناسبة أن أنقل لكم تحية معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي وتقديره لكم ولإنجازاتكم التي حققتموها من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وتمنياته لكم بمستقبل مشرق وزاهر - بإذن الله - وفضله ومنّته وكنا قد اعتدناه - حفظه الله - دائماً بيننا طوال السنوات الماضية حاضراً بالرعاية والمشاركة حريصاً على تواجده بين أبنائه وبناته الخريجين إلا أن ظروفاً مُلحة حالت دون حضوره وقد أكد معاليه لي بالاعتذار لكم نيابة عنه وعن عدم تمكُّنه من مشاركتكم سعادة هذه اللحظة وتهنئتكم بها متمنياً لكم كل التوفيق والنجاح». وتابع الدكتور العيسى قائلاً: «على هذا الدرب أود أن أتوجه لمعالي سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عادل بن أحمد الجبير بخالص الشكر والتقدير والتحية لجهوده ورعايته وحرصه الدائم على المشاركة والحضور للاحتفاء بالخريجين والخريجات في كل عام ويسعدنا أن نرحب به الآن بيننا». كما رحب بمعالي الدكتورة نورة بنت عبد الله الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لحضورها وتشريفها هذا الحفل، مشيراً إلى أنه يسعدني أيضاً أن أُرحب بمعالي الدكتورة نورة بنت عبد الله الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لحضورها وتشريفها هذا الحفل.. وأود أن أُوجه لمعاليها تهنئة خاصة لحصولها على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة ولاية يوتا تقديراً لجهودها وإنجازاتها في خدمة التعليم وبخاصة تعليم البنات والمشاركة في رسم الخطط المستقبلية التي تقوم على بناء منظومة تعليمية حديثة تواكب تغيرات العصر». وأضاف الدكتور محمد العيسى: «لقد بدأ هذا البرنامج الطموح في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2005 بنحو خمسة آلاف مبتعث ومبتعثة واليوم ونحن نحتفل بتخرُّج الدفعة الخامسة يتجاوز عدد مبتعثينا ومبتعثاتنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها نحو 67 ألف مبتعث ومبتعثة بالإضافة إلى نحو عشرين ألفاً من المرافقين وهو عدد كبير يمثل أكثر من 50% من مجمل عدد المبتعثين والمبتعثات السعوديين حول العالم يدرسون في أفضل المدارس العلمية والأكاديمية ويتخصصون في أدق التخصصات ويقدمون للعالم والمجتمعات التي يعيشون فيها طوال فترة ابتعاثهم صورة مشرقة مشرفة وإيجابية وبناءة حول الشخصية السعودية ومكوناتها الثقافية وإمكانياتها وقدرتها على التفاهم والتواصل وتمثيل بلادها كأفضل سفرائها ورموزها الثقافية التي تعتمد المملكة عليهم في توصيل رسالتها الحضارية للعالم». وبيَّن العيسى أن عدد الخريجين في هذه الدفعة بلغ نحو 6000 خريج وخريجة تمثل المرأة فيها نسبة 23% من مجمل عدد الخريجين وتتراوح نسب التخرج فتضم نحو 20% للهندسة والصناعة و10% في المعلوماتية وعلوم الحاسب و9% في الدراسات الطبية.. كما يتجاوز عدد الخريجين 66 خريجاً من مبتعثي الطب من بينهم 20 طبيباً في الزمالة كما بلغ عدد الخريجين ما يزيد عن 13 طبيباً للأسنان و23 خريجاً في العلاج النفسي وغيرها من التخصصات وهو إنجاز غير مسبوق في مثل هذه التخصصات النادرة التي تحظى بالإقبال عليها من قِبل شركات ومؤسسات التوظيف. وقال: «لقد بذلت الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا تحت رعاية وزارة التعليم العالي وبالتنسيق معها جهوداً كبيرة ومخلصة لكي نصل إلى هذه النتيجة السارة التي نراها أمامنا اليوم وإلى هذه الثمار التي أينعت شباباً واعداً قادراً على تحمُّل مسؤولياته في بناء وتطوير بلاده فلم تبخل الملحقية ولا الوزارة على هذا البرنامج فرصدت له كل الإمكانيات ووفرت له كافة الأدوات والتقنيات التي جعلت منه برنامجاً نموذجياً لا مثيل له يُقتدى به من قِبل الكثير من الهيئات والمؤسسات المماثلة في أمريكا سواء كانت عربية أو أجنبية». وشدد على أن: «ملحقية واشنطن والوزارة اهتمت بنوعية التعليم ومدارسه وتخصصاته النادرة التي تحتاجها المملكة في مختلف أفرع ومجالات العلوم وتخصصاتها واستطاعت أن تتخطى حاجز الفشل والكثير من الصعوبات التي كانت تواجهها في تخصصات بعينها وبخاصة مجالات الطب والعلوم الصحية التي رُوعي فيها القبول في أفضل الجامعات والمراكز الطبية والصحية المتخصصة المعترف بها على مستوى العالم والتي بلغ عددها حتى الآن نحو 150 برنامجاً طبياً في أكثر من 67 جامعة ومركزاً طبياً يضم أكثر من 2500 مبتعث ومبتعثة في مختلف التخصصات الطبية والعلوم الصحية كالطب وطب الأسنان والتمريض والصيدلة والرخصة الطبية والعلوم الصحية وذلك رغم حداثة هذا البرنامج الطبي الذي بدأ في عام 2007 والذي يمر على مرحلتين ويُوشك البرنامج حالياً على الانتقال من مرحلة الإقامة الطبية إلى مرحلة الزمالة والتخصص الدقيق». ووجّه الدكتور محمد العيسى التحية والتقدير لكافة الوزارات والمؤسسات والشركات الراعية والمشاركة في هذا المعرض لهذا العام والذين يبلغون نحو 73 مؤسسة من القطاعين العام والخاص فضلاً عن القطاع الحكومي ويطرحون نحو 5904 فرص عمل». بعد ذلك ارتجل سفير خادم الحرمين الشريفين عادل الجبير كلمته خلال الحفل «حيث هنأ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على تخريج كل هذه الأعداد ونوه بأن المبتعثين سفراء لوطنهم الذي ما زال يأمل منهم الكثير كي يعودوا ويتبوأوا مكانهم في المستقبل القريب ويكونوا قادة التغيير». من جهتها قالت نائب الوزير لتعليم البنات الدكتورة نورة بنت عبد الله الفايز: «إن المملكة العربية السعودية كما تعلمون تعمل على تبني إستراتيجية طموحة للتحول إلى مجتمع معرفي منتج ومنافس يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وذلك بحلول العام 2022م». وبيَّنت الدكتورة نورة الفايز بأن التحول نحو مجتمع معرفي منتج وقادر على التنافس لن يأتي بين يوم وليلة، وإنما يتطلب بلورة ورؤية شاملة للتعليم ضمن منظومة متكاملة، تتبنى أنموذج التعليم والتعلم للقرن ال 21. إلى ذلك هنأ سفير الولاياتالمتحدة الأميركية لدى الرياض جيمس سميث المبتعثين السعوديين الذين تخرجوا من الولاياتالمتحدة هذا العام ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وقال سميث في كلمة وجهها خلال حفلة التخرج أمس: «هذا يوم سعيد لا يُنسى بالنسبة إلى بلدينا.. وكسفير للولايات المتحدة لدى السعودية فإنني فخور لاختياركم الدراسة في بلدنا، أنتم ضمن أكثر من 66 ألف طالب سعودي يدرسون في الولاياتالمتحدة اليوم، وإلى حد ما بسبب تجربتكم الإيجابية هنا، سيحضر إلى الولاياتالمتحدة هذا العام 6.300 طالب سعودي آخر كجزء من الدفعة السابعة من برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي». بعد ذلك ألقت نسرين خاشقجي كلمة الخريجات وقالت فيها: لقد أعددت العدة وشحذت الهمة لاستمرار النهضة الوطنية ونحن العتاد، عتاد هذا الوطن المعطاء فمنا الأطباء والطبيبات، والمهندسون والمهندسات، والتربويون والتربويات، الأخصائيون والأخصائيات... (فكلنا يا مليكنا فرداً فرداً من جميع المجالات والتخصصات وبدون استثناء) كلنا اليوم بقدر ما نشعر من فرحة غامرة تملأ قلوبنا، ومشاعر مختلطة بالإنجاز والوصول إلى أهدافنا، تخالجنا مشاعر تحمُّل المسؤولية الملقاة على عواتقنا، من بذل وعطاء وإخلاص لوطننا وأجيالنا القادمة. وأضافت: أيها الحفل الكريم، المبتعث ليس طالب علم فقط، بل مبعوث سلام، وصاحب رسالة، وسفير وطن، ومساهم في ترسيخ مفهوم الحوار بين الأديان، وموظف علاقات عامة بالمجان، ينقل الصورة الحقيقية لبلده حتى يكسر الصورة النمطية. كما ألقى الزميل الإعلامي عضوان الأحمري كلمة الخريجين قال فيها: نعم، سيكون هذا العلم حجة إما لنا أو علينا، وكله بأيدينا، دون تحجج بوجود صعوبات أو عقبات في طريق تحقيق الأحلام والآمال، وتحويل العلم إلى عمل.. ومحاولة اللحاق بركب الأمم التي آمنت بالعمل قولاً وفعلاً دون خلق مبررات للتخاذل أو الاعتماد الكلي على إعلانات التوظيف، دون محاولة لصنع فرق وتميُّز، والاستفادة من التجارب الإنسانية والثقافية التي عايشناها في بلدان الابتعاث المختلفة، ومحاولة السعي والمنافسة على الوظائف التي تتناسب مع طموحاتنا وآمالنا، لا مع تخيلاتنا المادية وأحلامنا الوردية فقط. كما تضمن الحفل فقرة كوميدية ولوحة استعراض قدمها أطفال الأكاديمية الإسلامية، تلا ذلك تكريم الرعاة.