قرأت خبرا في إحدى الصحف بعنوان (الفن السعودي يعود بقوة إلى البندقية) هذا العام بمشاركة معرض (إدج أوف آرابيا) بعنوان (ريزوما - (جيل في الانتظار) الذي يضم أعمالا لمجموعة من شباب الفنانين في السعودية.. الناقدة الفنية سارة رازا والمقيمة في لندن التي تولت مهمة تنسيق المعرض، كما تشير رازا، أن المشاركين في (ريزوما) هم من الجيل الجديد من الفنانين الشباب، الجيل الذي ولد مع محطة (إم تي في) الغنائية ويعبر عن مشاكله وأحلامه وواقعه عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة. حين قرات الخبر تعجبت من أمرين: الأول: عنوان الخبر الفن السعودي يعود بقوة إلى البندقية وكأن الفن السعودي قد مر بهزيمة نكراء سابقة فعاد هذه السنة بقوة البوارج الحربية ليقتحم سواحل البندقية ليقول لها ها أنا هنا. والمتعارف عليه بالمشهد التشكيلي السعودي والعربي والعالمي هو أن الفن التشكيلي السعودي تميز بمدرسة الأفقية الذي أبدعها الفنان الراحل محمد السليم رحمة الله عليه وما سواها مازال بطور التكوين ولا يحق لنا كفنانين أو كتاب أو نقاد أن ننعت هذا أو ذاك بالعالمية لسبب أنه لم تكتمل الأسس الفكرية والفلسفية لأي تجربة سعودية باستثناء الأفقية فقط. ومع ذلك مازال التشكيل السعودي بطور البناء بالمقارنة بالجوار في الحركات التشكيلية العربية أو على مستوى العالم هذا من جانب العنوان. الثاني: فحوى الخبر حين وصفت ذاتها الأستاذة سارة رازا بالناقدة الفنية هنا لم تبين الأستاذة سارة هل هي ناقدة بالفن التشكيلي أو ناقدة سنيمائية أو ماذا! فقد بحثت عن مؤلفات للأستاذة سارة فلم أجد لها شيئا سوى إشرافها على هذا المعرض لا غير فإذا كان لديها شيء نرجو أن تتحفنا الناقدة الفنية سارة بشيء من مؤلفاتها حتى نستقي من فكرها النقدي. هذا من جانب النقد أما من جانب الولادة فتقول الأستاذة سارة «إن الجيل الجديد من الفنانين الشباب، الجيل الذي ولد مع محطة (إم تي في) الغنائية «بعد قراءتي هذا النص وجدت فوق رأسي علامة تعجب بحجم أشعة الشمس بمنتصف الظهيرة. إذا كانت محطة (إم تي في) رمز التوجه الفكري القادم لدى الشباب ماذا أقول أنا حين ولدت مع القناة الثانية السعودية وآخر يقول أنا من مواليد قناة الجزيرة والبقية يكتبون على شهادات ميلادهم من مواليد قنوات mbc3 للأطفال. الرؤى التشكيلية يا أستاذة سارة يأتي بتبني المبادئ والقيم التي تنبثق منها الفلسفة والأفكار فلم ولن تكون محطة (إم تي في) مرجعية لنا أو غيرنا فالهوية بناء من ذواتنا وليس بالانجراف خلف سخافات الغرب المنسلخة من كل قيمة ومبدأ. [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي