تعيش (مصر) هذه الأيام جدلاً واسعاً، في أعقاب تأكيد وزير التربية والتعليم هناك، نيته إلغاء (الشهادة الابتدائية) وجعل الصف السادس (سنة نقل) عادية، على اعتبار أنها شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسية؟!. ربما يكون هناك (مُبرر ما) يستند على رأي علمي أو دراسة من أجل اتخاذ مثل هذا التوجه، ولكن منذ نشأت مدارس التعليم العام في مختلف الدول العربية، وهي ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي.. ما الذي جدّ؟! الله أعلم!. قد يقول قائل: هذا قد يُطبق في (مصر الشقيقة) فما شأننا؟!. هذا صحيح، ولكن يجب الانتباه أن عدوى (تجارب التعليم) تصيب وتنتقل بشكل سريع، فالتأثير ليس بالضرورة أن يكون مطابقاً في الإلغاء، ولكنه متوافقٌ مع التغيير بفكر التطوير، كل بلد وحسب ظروفه ومناخه التعليمي، فمنذ عصر الكتاتيب حتى اليوم والتعليم يخضع لمثل هذه النظريات، حتى وصلنا اليوم إلى عصر حصول الطالب على الشهادة (دون اختبار) وفقاً لمنهج (التقويم)، الذي أراه (غير عادل) من وجهة نظري لغياب (مسطرة المعايير) المتفق عليها، وبقاء الأمر تقديرياً لرؤية ورأي المدرس الذي يختلف من معلم إلى آخر؟!. لا أحد ينكر تطور الكثير من (أساليب التعليم) كأسس ومناهج، وغياب رهبة الاختبار ولا يُمكن إغفال أن هناك مُخرجات مشرفة، ولكن يوماً بعد آخر، تزداد المخاوف من أن وجود (المهندس الفذ) بين من يحملون شهادات الهندسة، و(الطبيب البارع) ممن يحملون شهادات الطب، قد يصبح عملة نادرة بسبب تدني الفائدة التعليمية التي يجنيها الطالب في مدرسته اليوم، بل وتحول مفهوم (المشرع التعليمي) في ذهن الطلاب وبعض معلميهم إلى مكان لتحصل على الشهادة فقط والبحث عن الوظيفة؟!. هذه حقيقة مع الأسف لا يُمكن إغفالها، ولن نردد الشعارات المهمة مثل (القدوة وغيابها) ولكن يجب على وزارة التربية والتعليم أن تُوجد طريقة (عملية رقابية مستمرة) بوضع منهج تقويم مستمرة وحقيقي للمعلم وسير العملية التعليمية والتأكد من أن أبناءنا بالفعل يتعلمون؟!. إننا نخشى أن يأتي يومٌ لن يتم فيه (إلغاء الشهادة الابتدائية فحسب)، بل قد تسأل فيه من يحمل (مؤهلاً وشهادة) هل تستطيع (فك الخط) بطلاقة يا ابني؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]