لتقديم رعاية صحية متميّزة تواجه الحكومات مشاكل كثيرة أهمها التكلفة العالية، فالمعدات والأجهزة الطبية باهظة الثمن.. إضافة إلى العمالة الطبية المكلفة.. وخاصة مع زيادة رواتب الأطباء، ومع هذه المشاكل المالية فإنّ الرعاية الطبية مازالت بها قائمة انتظار طويلة جداً وفي كثير من الأحيان تجبر الأطباء التسرُّع وقضاء وقت قصير لا يذكر مع مرضاهم، وذلك قد يؤدي إلى عدم تقديم الرعاية لمن فعلاً يحتاج الرعاية. ومن أكبر مشاكل الطب عدم الوصول إلى تشخيص.. إنّ الأطباء في كثير من الأحيان لا يمكنهم تشخيص أو علاج المرض وقد يستخدمون بعض الأساليب التي ضررها أكثر من فائدتها. لا بد أن نعترف أنّ نظام الرعاية الصحية في العالم كله بدائي جداً أكثر بكثير مما يبدو، وبالمقارنة مع تعقيد الجسم البشري، فإنّ ممارسة الطب في بدايتها حيث حتى الآن ليس هناك علاج لكثير من الأمراض. دعونا نفترض أنّ شخصاً ذهب إلى الطبيب يشكو من الشعور بالتعب والإرهاق، بعد الفحص السريري وإجراء بعض الفحوصات المخبرية عالية التقنية وبعد كل ذلك كانت النتيجة طبيعية، ثم قال الطبيب للمريض إنك طبيعي... ولكن ما زال الشخص يشعر بالتعب والإرهاق... أما بالنسبة للشعور بالتعب والإرهاق فهناك آلاف الأسباب المحتملة التي لا يمكن تشخيصها أو علاجها في الطب الحديث. بعض هذه الأمراض معروفة فقط من قِبل عدد قليل من الخبراء ولكن الكثير ما زال غير معروف. نظامنا الطبي الحالي لا يستطيع توفير الرعاية الطبية لجميع المرضى.... لا بد من إصلاح نظام الرعاية الصحية.... الذي من شأنه أن يحل العديد من المشاكل الأخرى. يجب أن ندافع عن الطبيب... هذا النظام الصحي الحالي في حالة من الفوضى الرهيبة... إن هذا ليس خطأ الأطباء... كيف يمكن تحسين النظام الصحي حتى يكون لدينا نظام طبي حديث يمكنه تشخيص وعلاج جميع الأمراض مهما كانت، ولكن هذا يتوقف على إعادة وتطوير هيكلة التعليم الطبي بطريقة مختلفة تماماً ... « تطوير العقول «. لو تركنا العقول تتخيّل وتقارن بين نظام التقنيات الحديثة مثل الميكروسوفت مع النظام الطبي. لو وجدنا أنّ من شروط العمل في شركة مايكروسوفت ما تتمثّل ببساطة في القدرة على القيام بوظيفة واحدة فقط، ويتطلّب ذلك الدراسة والتركيز على جزء واحد من التقنيات الحديثة. مع أنّ من شروط العمل في النظام الطبي ما تتمثّل في أنّ الطبيب لابد أن يكون ملماً بجميع النواحي الطبيبة ويتطلّب ذلك منه قضاء سنوات طويلة في كلية الطب، دراسة منهج طويل متشعّب ودراسة أكاديمية ثم عدة سنوات من التدريب وكل ذلك ذو كلفة عالية. لذلك بعد الدراسة الطبية والتدريب العملي الطويل يتهم المجتمع أنّ الأطباء يريدون المزيد من المال لوقتهم وخبرتهم. ومع معرفة تعقيدات جسم الإنسان لو تركنا العقول تتخيل.. أن نجعل دراسة الطب مختلفة عن ما هي عليه الآن، مثال ذلك دراسة طب اليد وطب الرجل وطب العين اليمني وطب العين اليسرى وطب القلب وطب الكلية.. وذلك بالتركيز على الجزء الذي يريد الطالب دراسته والتركيز عليه من بداية المشوار.. هل يمكن ذلك؟ تخيّل قد يصبح حقيقة.