يُخشى على الطلبة السعوديين الذين يدرسون في أمريكا وأوروبا ودول أخرى ذات ثقافات اجتماعية مختلفة عن ثقافتنا من الوقوع في أعمال يعاقب عليها القانون حتى لو تورطوا في تلك الأعمال بحسن نية! معلوم أن «القانون لا يحمي المغفلين»، فمهما كانت نوايا مخالفي القانون حسنة وطيبة وحتى لو وصلت إلى درجة «الغفلة» فإن القانون لا يهتم بذلك. «القانون هو القانون» ولن يشفع لك جهلك بالقانون، فهو لا يفترض أنك خريج كلية حقوق أو أنك تحمل درجة عليا في القانون لكي يطبق عليك القانون. صحيح قد تكون هناك ظروف تقتضي صدور أحكام مخففة، ولكن ليس بالطريقة التي يفهمها بعض طلابنا. يجب أن نعترف أن «حُسن النية» لا يتوفر دائماً لدى من يرتكبون المخالفات. هناك من يعتقد أن «الدنيا مفلوتة» في أمريكا وفي أوروبا وخصوصاً في جانبها الاجتماعي، فيرتكب هذا البعض حماقات يخجل منها أي إنسان عاقل. بعض الذاهبين الجدد إلى أمريكا وأوربا، وخاصة صغار السن، يرون أن الناس ليسوا مثلنا فهم لا يُصَلون ولا يصومون، وبالتالي لا حدود لما يمكن أن يفعله هؤلاء الأمريكيون والأوروبيون في ممارساتهم الاجتماعية مما قد نجده مُصادِماً لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا. وقد يتسرع بعض شبابنا ويتهور في مسلكه الاجتماعي معتقداً بالفعل أن «الدنيا مفلوتة» في أمريكا وأوروبا. لكن الصحيح هو أن تلك البلدان أبعد ما تكون عن «الفلتان» وأن ما قد نتوهم أنه «فلتان» إنما هو ممارسات مقننة للحياة الاجتماعية وكل إنسان يمارس حريته بما لا يصادر حرية الآخرين. بعض الشباب المتهور أو الساذج أو مَنْ هو «فاهم غلط»، كما يُقال، يندفع في سلوكه ويتجاوز في «الحرية» كل الحدود المسموح بها فيقع في المحظور وهو مخالفة «النظام» وينتهي به الأمر في المحكمة ومنها إلى السجن مباشرة! ومن الأمور التي تصدم بعض شبابنا القادمين الجدد إلى أمريكا تلك الحرية الشخصية التي يتمتع بها الرجل والمرأة في علاقتهما الاجتماعية بما يتجاوز مفهومنا للحلال والحرام بل وحتى المفهوم الديني الصرف في تلك المجتمعات نفسها، فيظن مثلاً أن «معاكسة» فتاة في الشارع أو في الجامعة ليست شيئاً ذا بال بالمقارنة بما يراه من سلوكيات متحررة جداً ولا يعلم أنه حين يعاكس فتاة فإنه يقع في مصيبة كبيرة لأن ما يفعله هو «تحرش جنسي» يعاقب عليه القانون هناك في حين أن علاقة «محرمة» بين رجل وامراة هي مسألة تخصهما وحدهما طالما أنهما راضيان بتلك العلاقة! قصص أليمة كثيرة لشبابنا هناك كان بالإمكان تفادي بعضها بشيء من التوعية بطبيعة المجتعات الغربية وعلاقات الناس هناك ببعضهم البعض وصرامة القانون والمعنى الحقيقي لل «الحرية» حسب مفاهيم تلك المجتمعات. وتبقى بعد ذلك المسؤولية الشخصية لأن هناك من يتعمد خرق القوانين وهو يعلم أن مسلكه قد يجر عليه عقوبات مؤلمة، وبذلك فهو يستحق ما يجري له. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض