تشهد مدينة حلب وريف دمشق معارك عنيفة بين الثوار السوريين والجيش النظامي، في حين تتعرض بلدة الرستن في ريف حمص وأحياء في دير الزور لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وفي ريف القصير بحمص تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني، وفق ناشطين. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن حزب الله هو الذي يقود معركة القصير معتمدا على قواته من النخبة، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون المقاتلون قادمين من لبنان، فبعضهم يقيمون بقرى على الجانب السوري من الحدود. وأوضح عبد الرحمن في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات في قرى ريف القصير أدت إلى مقتل اثنين من الثوار، وذلك غداة مطالبة الائتلاف الوطني السوري المعارض حزب الله بالانسحاب «على الفور»، خشية أن تتسبب تدخلاته في جر المنطقة إلى صراع مفتوح على «احتمالات مدمرة». وتشهد القصير منذ ثلاثة أيام تصعيدا عنيفا، حيث تراجع الثوار من عدة قرى تحت ضغط القصف المتواصل، وتشكل المنطقة نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص التي تعد أكبر محافظات سوريا، وهي أيضا صلة وصل بين دمشق والساحل السوري الذي يعد معقل الموالين للنظام، وفيه توجد قاعدة بحرية روسية بميناء طرطوس. من جهته، دعا الشيخ سالم الرافعي أحد قياديي التيار السلفي في لبنان إلى التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في مناطق القصير وريفها. وناشد الرافعي في بيان له جميع شباب السنّة في طرابلس الجهوزية التامة لإرسال أول دفعة للقيام بالواجب الجهادي في القصير، وانتقد التدخل السافر والمباشر لحزب الله في الاعتداء على المظلومين في القصير، وسكوت السلطات اللبنانية عن هذا التدخل. ومن جانبه، أفتى الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح بالجهاد في القصير، مطالباً جميع علماء الدين بالتصديق على هذه الفتوى، كما أعلن إنشاء «كتائب المقاومة الحرة» انطلاقا من صيدا جنوبي لبنان. وفي المقابل، شيع حزب الله اثنين من مقاتليه قتلا في دمشق أثناء ما وصفه الحزب بقيامهما بواجبهما الجهادي في سوريا. وفي حلب، قال مراسل الجزيرة إن الجيش الحر سيطر على مقر كتيبة العلقمية الإستراتيجية قرب مطار منغ العسكري في محافظة حلب بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، حيث يحاصر الجيش الحر المطار منذ شهور لمنع النظام من استخدام الطائرات التي تقلع منه. وتعد الكتيبة التي سيطر عليها الثوار البوابة الرئيسية للمطار. وحسب ناشطين، فلا تزال الاشتباكات قائمة في محيط مطار منغ، وحول بلدتيْ نبّل والزهراء اللتين تمدان النظام بأعداد من الشبيحة.وفي دير الزور، تجدد القصف على معظم أحياء المدينة وعلى بلدتيْ حطلة والمريعية، وسط اشتباكات بحي الجبيلة وقرب مطار دير الزور العسكري، كما قصف الطيران الحربي مدينة الرقة ومحيط الفرقة 17. وذكرت الشبكة أيضا تجدد القصف على بلدات جرجناز وبنش وكفرلاته في إدلب، وعلى قريتيْ عكو وكبانة بريف اللاذقية، وعلى قرى أبو حبيلات والحواش والحويجة في حماة.