قبل نحو عقدين تم اختياري لأكتب مقدمة لإحدى المطبوعات، ولكني فوجئت بعد الإرسال أن المقال رفض لأنه يشتمل على مفردات من مثل طقوس وتأبين، وكنت حينها أظن من يملك قلماً سيالاً هو أهم شخص في العالم، فرفضت أن يحذف حرف واحد من المقال، كان اعتدادي بما أكتب يكاد يشعرني بأني المركز وغيري الهامش. أظن هذا شعور طبيعي لطالبة شجاعة كتبت ونشرت وسط حواجز المنع والرفض الاجتماعي! لكن الشعور المرير مع الحذف وعدم النشر تراجع بشكل حاد إثر عوامل كثيرة أهمها الوعي بأن الكلمة التي لا تنشر اليوم تنشر بعد غد أو الشهر القادم وفي أسوأ الأحوال العام القادم!! اليوم تتردد كلمات في مواقع التواصل الاجتماعي مثل نريد لنا (بابا) وتعبر دون أن تثير لغطا دينيا وفكريا، على الرغم من أن العبارة تنطوي على شيء من المحاذير الشهيرة مثل التشبه بغير المسلمين وثقافتهم، فلا كهنوت في الإسلام، كما أنها توحي بالترغيب في ولاية الفقيه المعروفة في الممارسة الشيعية! لا أحد يشفق على القلم الغض إذا تعثر، لكن أخطاء الكبار تجد من يبرر لها ويحسن الظن بصاحبها؟؟!! لو تمنى كاتب آخر أن يكون له بابا مثل النصارى لعلقت له المشانق، ولقيل صبأ واعتنق دينا ليس دينه، لكن أن يقول مثل من قال فالظن الحسن والتأويل الذي يفضي إلى الثناء والمدح يحيطه من بين يديه ومن خلفه، فالخطأ معصوم والزلة مدموحة ولامندوحة من تكرار مثل هذا، فالعفو والسماح يليق بهم ولا يليق بغيرهم!! [email protected] Twitter @OFatemah