قبل أربعة مواسم بزغ على الساحة الرائدية نجماً لم يفل يوماً عن وهجه، وإنمّا إنشغاله وأعماله وذهابه لإكمال دراسته في الولاياتالمتحدةالأمريكية كان السبب في غيابه عن معشوقه الأول.. هذا النجم كان لاعباً يبذل ويحترق من أجل الشعار الأحمر البرّاق، قبل أن تحرمه الإصابة من الاستمرار في خدمة الرائد كلاعب. وفي الموسم الأول لرائد التحدي في دوري الكبار عاد ذلك النجم من البوابة الشرفية العريضة، بعد أن أكمل دراسته في أمريكا وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في علوم الإدارة وهندسة الحاسب الآلي.. ليبذل الغالي والنفيس كعادته ويضخ المبالغ والمكافآت المجزية التي كان لها الشأن الكبير في شحذ همم اللاعبين وتحفيزهم ليعطوا ويبذلوا. ومن ثم أتت كل تلك الأمور والمحفزات أكلها كل حين بإذن ربّها.. حينما زف الكيان الأحمر عروساً للمباراة الفاصلة الشهيرة، ومن ثم أعلن عن بقاء زعيم القصيم للمرة الثانية في مصاف دوري الكبار.. بعد البقاء ونشوته توالت الأخبار المفرحة على الرائديين.. فأعلن (النجم) فهد المطوع عن ترشحه لرئاسة الرائد.. لتبدأ من هنا فصول حكاية جديدة لزعيم القصيم. بدأت الفترة الرئاسية للمطوّع، وبدأت معها كل معاني الطموح والإصرار والعمل الدؤوب.. ولكي لا أنسى الأهم فيتهمني ضميري بالتقصير.. بدأت مع تلك الفترة مرحلة (الضخ المالي) الكبير والذي لم تعهده الجماهير الرائدية ولا جماهير الأندية التي لا تملك نفوذاً إعلامياً ورصيداً مالياً كبيراً.. حيث صنف هذا الضخ على أنه الأكبر في تاريخ النادي.. فظهرت على الساحة تلك الملايين جرّاء التعاقد مع نجوم سيستفيد الفريق منهم أو من خلال صرفها على المعسكرات الخارجية. بحجم ذلك الضخ كانت أمنيات الجماهير الرائدية برؤية فريق لا يقهر تتسع وتتزايد.. وكان لهم ما أرادوا، فبالرغم من بعض الأمور السلبية التي ظهرت في الموسم الأول مع ألماسة الرائد فهد المطوع.. وهذا طبيعي، فكل بشر معرض للخطأ لاسيما وإن أخذنا بالحسبان أنها كانت أول سنة يستلم بها المطوع زمام الرئاسة وللرئاسة طقوس وأجواء لم يعتد عليها الرئيس الرائدي الجديد، وإن أخذنا بالحسبان أيضاً أن «من لا يخطئ.. لا يعمل».. إلاّ أن الفريق كان يقدم أداءً متميزاً ومستوى رائعاً، وكان يقارع الكبار (وهو منهم) ولكن وبشهادة المُنصفين والعقلانيين فالحظ وقف ليحول بين الرائد وبين تحقيق النقاط وإسعاد العشاق.. فكان تعنت الحظ والأخطاء التحكيمية الفادحة إلى جانب بعض من السلبيات التي ارتكبها فهد المطوّع عوامل في وقوع الرائد في خطر الهبوط إلى دوري المظاليم، قبل القرار التاريخي القاضي بزيادة الأندية.. ذلك البقاء كان درساً لن ينساه أبو بندر ومن قبله كل الرائديين، فهو بمثابة تنبيه وجرس إنذار يدق ويقول أن يا رائديون اتحدوا.. ويا ابن مطوّع تدارك سلبياتك.. ومع كل هذا وذاك فالمطوع طبّق الخطوة الأولى من الخطة الإستراتيجية التي رسم أبعادها وكتب فصولها وهي (البقاء في دوري الممتاز).. وفي الموسم الثاني لابن مطوع كان التصحيح هو المانشيت العريض والعنوان الأبرز للخطوات الرائدية القادمة.. تم العمل على أساس تلك القاعدة وذلك المانشيت.. فأعلن المطوّع عن تعاقدات أو ما يحب أن يسميها (مفاجآت) كانت مدويّة، وكانت حديث الشارع الرياضي آنذاك.. تلك المفاجآت والتعاقدات توحي بأن رائد بريدة هذا الموسم سيكون مختلفاً وسيكون حاضراً وبكل قوة.. وفعلاً فبعد نهاية هذا الموسم أنجز المطوّع خطوته الثانية في حجز مكان للفريق في مناطق الدفء.. وفي الموسم الثالث كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى مصاف الأبطال (الفرق المشاركة في كأس خادم الحرمين).. ولكن ولأن الفريق قد مر ببعض الظروف والإصابات فتعطلت مسيرته وتكرر السيناريو ببقاء الفريق في منطقة الدفء.. في الموسم الرابع.. وبعزيمة الرجال والبذل والعطاء المضاعف.. وباستقرار الفريق فنياً وإدارياً.. تمكّن (الألماسي) بحصد ثمار ما تمت زراعته في السنون الثلاث الماضية.. إذ استطاع الفريق أن يصل إلى دور الأربعة من كأس ولي العهد.. واستطاع أيضًا أن يحجز مقعده بين الأبطال (حتى الآن).. إلى جانب المستويات المبهرةلتي يقدمها الفريق الأولمبي لتطمئن الجماهير الرائدية على مستقبل الفريق.. وبعد هذا السرد لأبرز ما تم في عهد المطوّع مع الرائد والذي يعتبر (غيضاً من فيض) أو (نقطة من بحر) .. نقول بقلوب يملؤها الوفاء لرجل الوفاء.. شكراً يا ألماسة الرائد بحجم الضغط الذي كان عليك، وشكراً بعدد الريالات التي دفعتها في سبيل الكيان الرائدي.. برجاء أن تسعدنا وتسعد قلب كل رائدي بتجديد فترة رئاستك، لأنك مكسب ليس للرائد فحسب وإنما للرياضة السعودية برمتها.. لأنها تحتاج كثيراً لرجل بحنكتك وبحكمتك وبهدوئك.. وثق بأن أمة الرائد قاطبة لن تنسى مجهودك وأعمالك ومنجزاتك. ومضات... . فهد المطوع، بقاؤك يعني إسعاد الغالبية العظمى من جماهير الرائد.. قلبك الوافي لن يتحمّل خذلانهم. . جماهير الرائد العريضة.. توحيد الصف وترك القيل والقال سيكون أكبر دعم نهديه على طبق من ذهب لرائد التحدي. . يجب على لاعبي الرائد استشعار أهمية المرحلة وعدم التهاون لتحقيق طموح الجماهير. . والدي.. عبارات الشكر وأحرف العرفان لا تفي بحقك.. يا صاقل موهبتي ومعلمي الأول. راكان بن عبدالله الركيان تويتر @RakanAlrkian