حين غاب عنا جدي -رحمه الله- كان صعباً ذلك الإحساس، فرغم كبر سنه إلا أنه كان يملك مكانة كبيرة في قلوبنا وقلوب الآخرين.. فقد افتقدنا رجلاً عظيماً كعبد العزيز الرويتع، فحينما أرى أعين أطفاله وحزن زوجته (خالتي) أرى أن الحياة بغيره مؤلمة، الحياة حينما يغيب عنها من نحب، وكم هي مؤلمة أكثر عندما يكون له بصمة مميزة وله صفات عظيمة تجعلك تبكي افتقاد تلك السمات التي اكتست في ذاته. فقد غادر هذه الدنيا بعد مرض دام سنتين، فكم من الصعب على خالتي أن ترى ذلك الإنسان ينهار من المرض، وكم هو صعب عليها أن ترى حالته تسوء وهو يحاول أن يثبت أنه بخير للجميع، من عظمته -رحمه الله- كان يرى أنه بخير رغم كل التحاليل والفحوصات. كان يبتسم في كل أحواله كي لا يقلق من يحبه أنه مريض، حتى في المستشفى وفي العناية المركزة كان يستبشر بخروجه قريباً بفضل الله، كم كان يجاهد المرض ويجاهد الألم فلا يعرف الشكوى قط، متواضع واصل في الجار وبالأرحام، عطوف لين على الأطفال. رحماك يا الله برجل عظيم. رحماك يا الله برجل لم يشكو ألمه على محبينه. رحماك يا الله برجل كان باراً بوالديه. رحماك برجل كان متواضعاً مع الجميع. إلى جنة الخلد أبا إبراهيم.