كان الشعار الذي رفعته إدارة الاتحاد الحالية برئاسة محمد الفايز قبل قدومها وفي حملتها الانتخابية هو مقولة العمل من أجل استعادة (هيبة) الاتحاد، ولم تقدم منذ ذلك الحين ولمدة حوالي عشرة شهور تقريبا خطوات عملية واضحة تظهر الحرص أو السعي لتحقيق مقولتها والبدء فيها، وعلى العكس تماما فقد كانت بعض قراراتها وموافقاتها توحي القبول باستمرار (درمغة) النادي وعلى يد بعض لاعبيه وهو ما كان يرفضه وعبر عنه عقلاء كثر، ويبدو أن الإدارة نفسها كانت في مقدمة أولئك، ولذلك جاء قرارها التاريخي الصادر يوم الاثنين الماضي الأول من أبريل الذي تم فيه منح بعض اللاعبين إجازة مفتوحة كان واضحا أنها ستؤول إلى المغادرة النهائية لبعضهم وتأكد أن القرار النافذ لم يكن (كذبة أبريل) وإنما خطوة محسوبة لاستعادة سبل العمل الصحيح وإعادة حبال التحريك للفريق والعودة به وبخطواته وزمام أموره (بعد أن اختطفها بعض اللاعبين) وصنع بدايات عودة حقيقية بعد خمس سنوات على الأقل من التوهان والتضعضع والضعف والتراجع إلى حد التقهقر والتنازل عن كبرياء العميد، الفريق الذي كان وطوال خمسة عشر عاما تقريبا هو ومنصات التتويج صنوان لا يفترقان. قرار الإدارة الأخير الذي هو بالفعل بداية صناعة جادة وأخذ حقيقي (بالتشبيب) الذي يحتاجه الفريق؛ ليس سوى الخطوة الأولى في مشوار (استعادة) الهيبة التي لن تأتي من دون فرض (أخلاقيات) الكيان الاتحادي و(مبادئ) العمل التي افتقدها نتيجة فقدان مفاصل صنع القرارالصحيح وانتقال زمام أصابع كتابته من أيدي وعقل وفكر أعضاء مجالس إدارته إلى أقدام بعض لاعبيه وأمزجتهم المتقلبة وعقولهم المليئة بالأنا والمتشبعة بالبطر والتي تحركها الشللية والنرجسية وحب الذات وعدم التفكير أو الاحترام للكيان وشعار وقيمته ومعانيه ورموزه، ومقولته التاريخية لا أحد فوق الكيان..التصحيح عادة قرار قوي، ولا بد لذلك أن يوصف قرار الإدارة الاتحادية بالقوة والصلابة، والتصحيح قرار تاريخي ولا شك في أن ما أقدمت عليه إدارة الفائز والجمجوم يصنف كذلك، والتصحيح لا بد وأن يكون له (ضحايا) ولا بأس من التضحية بجزء في سبيل الكل وأقلية من أجل أكثرية وثلة من أجل مجموعة، والكل يردد دائما المثل المشهور والمنتشر (آخر العلاج الكي).. ويبقى القرار بكل ما فيه من قوة ودلالات وما يفتحه من آفاق وآمال واستشراف في انتظار المستقبل، يبقى كما قلت (خطوة أولى) وبداية عمل كبير وشاق في طريق طويل ينتظرالإدارة الاتحادية ومجموعة أعمالها، عليها البدء فيها خلال ما تبقى من الموسم الحالي في انتظار أعمال أكبر خلال الموسم القادم، سواء ما يتعلق بجهاز فني جديد للفريق أو المحترفين غير السعوديين أو حتى دعم الفريق بلاعبين محليين، بعد تسوية وحل المشاكل المالية التى تعترضها وستكون العائق الوحيد في طريقها بعد أن أخذت الخطوة الأكبر والأخطر والتي تجعل منها وسيكتب بسببها تاريخ النادي العريق في أسفاره وبمداد من ذهب.. فإلى الأمام يا (إدارة الشجعان). كلام مشفر * هناك شبه إجماع من الاتحاد وخارجه على أهمية الأخذ بالقرار والاختلاف من قبل بعض المناوئين ومن أزعجهم هو (توقيت القرار)، إذ يطالبون بأن يتأخر حتى نهاية الموسم وفي فن الإدارة من يأخذ القرار يختار توقيته ولو شاور آخرين في التوقيت لشاركوه القرار وربما منعوه. * لم يتبق من الدوري سوى ثلاث مباريات ومن مصلحة النادي التضحية بها وإكمال التضحية بالموسم وتلقي تبعات القرار واعتراضاته وانعكاساته في هذا التوقيت، وسينتهي ذلك مع نهاية آخر بطولات الموسم التي لم يكن ليختلف حال الفريق فيها قبل أو بعد القرار، لذلك الإدارة من وجهة نظري اختارت التوقيت الصحيح. * إرهاصات القرار ستنتهي مع نهاية الموسم الحالي وسيتيح ذلك للإدارة (التفرغ) في الصيف وفترة ما قبل الموسم القادم لاحتياجاته والإعداد له ولمتطلبات الفريق الجديدة من جهاز إداري ومدرب وجهاز فني ومحترفين ولاعبين محليين ومبالغ وتسديد ديون وخلافه. * لنتصور حال الإدارة وما يمكن أن تكون عليه لو أخرت القرار إلى نهاية الموسم ومقدار انعكاس ذلك على تفكيرها وخطواتها وأعمالها قبل الموسم القادم ومعسكره، في حين سيكون الصيف ومعسكر الموسم القادم من أنجح وأفضل معسكرات الإعداد في تاريخ الاتحاد الحديث، سيذهب الفريق كامل العدد ومنضبطا للآخر، وتذكروا كلامي. * تشكر إدارة الاتحاد توجهها إلى التنازل عن مستحقات النادي التي يفترض أنها متبقية لدى اللاعبين الذين يرغبون في (مخالصة نهائية) والمتمثلة في مقدم العقد الذي استلموه كاملا عند تجديد العقد وهو يقدر بالملايين عند البعض وبصراحة يستاهلون. * انعكاسات القرار لن تكون فقط على لاعبي الفريق الأول وأسماء التشبيب العديدة فيه والمواهب التي تنتظر الفرصة على أحر من الجمر وإنما ستمتد حتى إلى الفرق السنية الأولمبي والشباب بعد أن يتأكد الموهوبون فيها أن أبواب الفرصة أصبحت مشرعة على الآخر.