تختتم اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الأول لعلوم العربية في التعليم الجامعي بين التحصيل العلمي والتكوين المهاري الذي نظمته جامعة أم القرى خلال الفترة من 27-29-5-1434ه، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية. وكان معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس، قد افتتح مساء أمس الأول، فعاليات المؤتمر، حيث ألقى عميد كلية اللغة العربية الدكتور صالح الزهراني كلمة في حفل الافتتاح، أكد فيها أن المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من علماء اللغة العربية من العالم العربي جاء ليقدم للغة العربية ما ينهض بدرسها ويعيد لهذا الدرس مكانته ويجدد معالمه ويحيي أثره وليكون ملتقى يجمع المعنيين بشأنها لتبادل الرأي وطرح التجارب والأفكار والمقترحات وللخروج بتوصيات تضيف شيئاً له قيمة يسهم في تحقيق درس لغوي أفضل، مؤكداً أن المؤتمر ينطلق من جامعة أم القرى بمكانتها في مكةالمكرمة مهبط الوحي الذي انبثق منها النور الذي أضاء العالمين، وكانت العربية لسانها وما لها من مكانة بالعربية علوماً وآداباً واستشعاراً بالواجب والمسئولية. كما ألقى الدكتور بكري عساس كلمة قال فيها: في مطالع القرن الميلاديّ الماضي وقفَ شاعران: مشرقيٌّ ومغربيٌّ يَنْعيان واقعَ اللغة العربية، ويَبْكيان ما آلَتْ إليه، ويُهيبَان بأبناء الإسلام والعروبة أنْ يتداركوا ويُدْركوا عسى أنْ يعودَ العربُ للعربية مقبلينَ محبّين وترجعَ العربيَّةُ للعرب عَرُوساً مجلوَّة تسرُّ الناظرين أمّا المشرقيُّ فحافظ إبراهيم، الذي أطلقَ صرختَهُ الشهيرةَ: فلا تَكلوني للزَّمان فإنَّني ... أخافُ عليكمْ أنْ تحينَ وفاتي وأمّا المغربيُّ فعَلاّلٌ الفاسيُّ الذي أَعْلَنَها صريحةً: والقاذفونَ لها بالعجز ما جَهلوا ... بأنَّها فوقَ ما ظنُّوا وما اعتَقَدُوا ومنذُ ذلك التاريخ وأحبابُ العربيّة ورجالاتُها ومُخْلصوها يتداعَوْنَ بَحْثاً وتحليلاً وتفكيراً واقتراحاً لعلَّهم يُفلحونَ في رَسْم ملامح واقع جديد للغة القرآن المبين ولسان أشرف المرسلين. وأعرب معاليه عن أمله من هذا المؤتمرَ الدَّوليَّ لعلوم العربيَّة في التعليم الجامعيّ في أن يمثّلُ التقاءً للأركان الثلاثة أيضاً، فقد جاء برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وتلك إرادة سياسيةٌ، واستقطبَ باحثين أكفاءَ علماءَ مما سينشئُ رؤية علميةً أصيلةً وتطرَّقَ للجانب العمليّ الميدانيّ: جانب تعليم اللغة وتكوين مهاراتها مما سيجعلُ مخرجاته قطعاً مشتملةً على مشاريعَ عمليةً قابلةً للتنفيذ وأنْ يتجاوزَ إصدارَ التوصيات إلى تنفيذها وتشخيصَ العلل إلى علاجها.