كشف الدكتور فهد العرابي الحارثي عن حياة صعبة ومتقلبة عاشها في بداية حياته لافتا إلى أن والده تزوج عدة زوجات وكان وحيد والدته، أما والده فقد عمَّر أكثر من مئة وعشرين عاماً. وسرد الدكتور الحارثي بداياته الأولى في أمسية ثلوثية الدكتور محمد المشوح ومولده في وادي بني حارث الأشراف بالطائف ثم دراسته بدار التوحيد والتحاقه بالكلية حتى تخرجه ثم تعينه معيداً في جامعة الملك سعود وإلحاحه في طلب الدراسة والابتعاث إلى فرنسا للدراسة هناك والصعوبات التي لاقاها حين سافر هناك وهو لا يعلم ولا يعرف كلمة فرنسية واحدة. سرد بعض المواقف الجميلة والصدمات السلبية والإيجابية لبعثته تلك حيث كان السفر للدراسة هو أول سفر خارجي لهذا الطالب الصغير آنذاك. وأخذ الدكتور فهد العرابي الحارثي يسرد تفاصيل محطات حياته المتنوعة والثرية والتي كان من أهمها عودته من الدراسة من فرنسا ثم تعيينه إثر ذلك بثلاثة أشهر فقط رئيساً لتحرير مجلة اليمامة مع عمله بالتدريس في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود بحضور عميد كلية الآداب آنذاك الدكتور منصور الحازمي واعترف الدكتور فهد العرابي الحارثي بأن تجربته كانت في اليمامة قوية وصعبة رغم علاقته بالمؤسسة حيث عمل في باريس مديراً لمكتب جريدة الرياض لكن الدكتور الحارثي اعترف أيضاً بأنه كانت هناك منافسة حادة وشرسة بينه وبين رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري أوصلها البعض إلى أنها انتهت إلى حد المضايقة للدكتور الحارثي أدت إلى استقالته بعد اثني عشر عاماً من العمل الصحفي فيها. إلا أن الحارثي نفى ذلك أي الاستقالة، وقال إن ذلك جاء بطوعي واختياري وهو ما لم يصدقه الناس حتى اليوم. أما المحطة الثانية فكانت مجلس الشورى التي أدى فيها الحارثي ثلاث دورات وصفها بأنه خصبة ومفيدة جداً خصوصاً في الدورة الأولى حيث كانوا ستين شخصاً من نخبة المجتمع ثقافة وإدارة وتجربة . وتناول الحارثي قصة تعيينه في المجلس وأنه كان مسافراً خارج المملكة في إجازة وأوعز للحارس أن لا يعطي الرقم أحداً إلا في أمر ضروري واتصل الديوان الملكي عدة مرات ورفض الحارس إعطاءهم الرقم . وقال اتصل به وقال له أخيراً إن الديوان الملكي اتصل: هل أعطيهم الرقم؟ فضحك الدكتور الحارثي وقال الديوان الملكي يتصل وترفض تزودهم الرقم، وبالفعل اتصل به الشيخ إبراهيم العنقري رحمه الله وأخبره باختياره عضواً في أول تشكيل لمجلس الشورى. وأكد الدكتور الحارثي على نجاحات مجلس الشورى في صعيد الأنظمة وغيرها، وقال إنه لا يعرف أمراً أو نظاماً أو مشروعاً وافق عليه مجلس الشورى ورفضه الملك، إلا أنه أكد أنه يرى ضرورة تطوير مجلس الشورى وزيادة صلاحياته وانتخاب أعضائه بعد هذا العمر الطويل لافتا أنه شارك في انضمام المملكة لمنظمة البرلمانات العالمية وكان عضواً في اللجنة. واستعرض تجربته الثالثة المتمثلة في قيامه أي مركز أسبار الذي يملكه بإعداد الدراسات اللازمة لصحيفة الوطن آنذاك وسلمها للأمير خالد الفيصل لكنه لم يرغب في الانضمام للجمعية العمومية أو المشاركة في مجلس الإدارة إلا أن الأمير خالد الفيصل قال له إذا كانت دراستك صحيحة وناجحة فلماذا تتردد في الدخول وكان هذا سؤالاً محرجاً لي من الأمير خالد الفيصل الذي لم يكتف بذلك بل أوكل لي رئاسة مجلس الإدارة في فترة التأسيس وهو ما لم أكن أتوقعه. وسرد الدكتور الحارثي بعض رؤاه تجاه الجوانب الإعلامية الأخرى والفكرية في المشهد السعودي وقال أعجب أن يدعي أحد أنه ليبرالي سعودي أو علماني سعودي وقال لا يوجد من يحمل هذا المسمى على حقيقته في السعودية. اللقاء حضره عدد من الأكاديميين والمثقفين والأدباء وحظي بمداخلات عديدة منها الدكتور منصور الحازمي الذي كان عميداً لكلية الآداب عند انضمام الدكتور الحارثي للجامع وأورد بعض الطرائف عن الدكتور فهد الحارثي وكذلك مداخلة من الأديب حسين علي حسين وسعد العليان وفهد الكليب وخالد المشوح ومحمد الحمدان وغيرهم.