اعترف الدكتور فهد العرابي الحارثي أن تجربته في مجلة «اليمامة» كانت قوية وصعبة على رغم علاقته بمؤسسة اليمامة عندما كان يعمل في باريس مديراً لمكتب صحيفة الرياض، مشيراً إلى «المنافسة الحادة والشرسة» بينه وبين رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري. ونفى الحارثي أن يكون قدم استقالته تحت ضغط تلك المنافسة، «إنما جاء قرار الاستقالة بطوعي واختياري وهو ما لم يصدقه الناس حتى اليوم». وسرد االدكتور فهد العرابي الحارثي في ثلوثية المشوح الثلثاء الماضي المحطة الثانية في حياته، وهي مجلس الشورى الذي بقي في عضويته ثلاث دورات، وصفها بأنه «خصبة ومفيدة جداً خصوصاً في الدورة الأولى، إذ كانوا 60 شخصاً من نخبة المجتمع ثقافة وإدارة وتجربة». وتطرق إلى قصة تعيينه في مجلس الشورى، وقال إنه كان مسافراً خارج المملكة في إجازة وأوعز للحارث ألا يعطي الرقم أحداً إلا في أمر ضروري. وأضاف أن الديوان الملكي اتصل مرات عدة ورفض الحارث إعطاءهم الرقم. وأشار إلى أن الحارث، اتصل به لاحقاً، وقال له إن الديوان الملكي اتصل، «هل أعطيهم الرقم؟». فضحك الدكتور الحارثي وقال: الديوان الملكي يتصل وترفض أن تعطيهم الرقم؟». وفعلاً اتصل به الراحل الشيخ إبراهيم العنقري وأخبره باختياره عضواً في أول تشكيل لمجلس الشورى. وأكد الدكتور الحارثي نجاحات مجلس الشورى في صعيد الأنظمة وغيرها. وقال إنه لا يعرف أمراً أو نظاماً أو مشروعاً وافق عليه مجلس الشورى ورفضه الملك، إلا أنه أكد أنه يرى ضرورة تطوير مجلس الشورى وزيادة صلاحياته وانتخاب أعضائه بعد هذا العمر الطويل. وأوضح أنه شارك في انضمام المملكة إلى منظمة البرلمانات العالمية، وكان عضواً في اللجنة. ثم سرد تجربته الثالثة المتمثلة في قيام مركز أسبار، الذي يملكه بإعداد الدراسات اللازمة لصحيفة «الوطن» وسلمها للأمير خالد الفيصل، لافتاً إلى أنه لم يكن يرغب في الانضمام للجمعية العمومية أو المشاركة في مجلس الإدارة، «إلا أن الأمير خالد الفيصل قال له إذا كانت دراستك صحيحة وناجحة فلماذا تتردد في الدخول؟ وكان هذا سؤالاً محرجاً لي من الأمير خالد الفيصل الذي لم يكتف بذلك بل أوكل لي رئاسة مجلس الإدارة في فترة التأسيس وهو ما لم أكن أتوقعه». وكشف الحارثي بعض رؤاه حول الجوانب الإعلامية والفكرية في المشهد السعودي. وقال: «أعجب أن يدعي أحد أنه ليبرالي سعودي أو علماني سعودي». وأضاف أنه «لا يوجد من يحمل هذا المسمى على حقيقته في السعودية». وأوضح فهد العرابي الحارثي أنه عاش «حياة صعبة ومتقلبة ووالدي تزوج زوجات عدة، وكنت وحيد والدتي، أما والدي فقد عمَّر أكثر من 120 عاماً». وتحدث عن بداياته الأولى ومولده في وادي بني حارث الأشراف بالطائف، ثم دراسته في دار التوحيد والتحاقه بالكلية حتى تخرجه ثم تعيينه معيداً في جامعة الملك سعود، وإلحاحه في طلب الدراسة والابتعاث إلى فرنسا للدراسة هناك، والصعوبات التي لاقاها حين سافر، وهو لا يعلم ولا يعرف كلمة فرنسية واحدة. وسرد كيف تم تعيينه بعد عودته من فرنسا بثلاثة أشهر فقط رئيساً لتحرير مجلة «اليمامة»، مع عمله بالتدريس في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود بحضور عميد كلية الآداب آنذاك الدكتور منصور الحازمي.