توصية بتحويل (ساهر) إلى مشروع حكومي بعيداً عن الاستثمار عنوان في جريدة الجزيرة صفحة (متابعة) عدد السبت رقم 14772 عن دراسة حديثة صدرت من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولأنه شدني كغيره من السائقين تذكرت حديث سابق دار مع رجل كبير في السن جمعني به مجلس حين شبه هذا النظام بمن كتف أحدهم ورماه في البحر ليسبح ولكن بعد حواري معه أو لنقل استماعي له تبيّن لي أن له فلسفة جميلة منبعها الكتاب والسنة، وهو الذي لا يفارقه المصحف عندما قلت له ما رأيك بحديث الناس عن نظام المرور للحد من السرعة «ساهر» وكيف أهمل جانب التثقيف في الميدان ووسائل الإعلام ولم يعطه حقه وبما يتناسب وتطبيقه والتدرج بالمخالفات حينها أطلق تشبيهه ذلك، ولكنه عدل من جلوسه وقال: اسمع الأمر صار وكثرة الجدل لا فائدة منها، ووجوده الآن ضرورة رغم كل ما تقولون فحال الشوارع مروع، والمشكلة في الأساس يا بني نظرتنا لبعضنا، ولا أريد التوسع في ذلك ولو جعلت المخالفة بمائة ريال لكفت وأدت الغرض منها وعلى مدى ليس ببعيد ويعاقب من تكثر مخالفاته حتى يرتدع والشيء بالشيء يذكر -والحديث له- أريد أن أفيدك مما استفدته من الحياة عله ينفعك فديننا زينتنا، ورسولنا صلى الله عليه وسلم أمين، لم يترك لنا من شاردة ولا واردة إلا بينها -جزاه الله عنا خير الجزاء-، يقول في حديث (ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده)، وأقسم على ذلك خذ هذه المعادلة فتعجبت قال لم التحق بالمدارس تعلمت القراءة وأستطيع الكتابة، والله جل ذكره يقول في آخر أطول آي في القرآن {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، جعلنا من المتقين، ودعني أكمل.. الله سبحانه وتعالى يقول: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} وبين لنا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم الوقاية من آثار الزلات التي نقع فيها بأحاديث كثيرة منها (الصدقة تطفئ غضب الرب) ومن آخر (الصدقة تقي مصارع السوء).. ما أردت إيصاله أجعل في مالك صدقة معينة في أبواب الخير سواء واستقطاع لإحدى الجمعيات، وهو الذي أميل إليه لأن ربنا يقول: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} وفي حديث يقول صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، لو أخرجت منه ثلاث مائة ريال صدقة كل شهر أفضل من أن تذهب في مخالفة أو غيرها بدون نفعيعود عليك، كما أنها تزيد في المال ولا تنقصه.. أقسم على ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو يتبارك ويدفع عنك من الشر ما الله به عليم من تلف في النفس والأهل وما نملك وهذا في الدنيا؛ أما في الآخرة وهي المستقبل الحقيقي لأن الله سبحانه يصف حال المفرط قوله عند قيام القيامة: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ستجد هذا المال ربى، وسيظلك من شمس ذلك اليوم المهول الذي مما جاء في وصفه في القرآن قوله تعالى في سورة الحج: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }، في هذا اليوم يقول صلى الله عليه وسلم (كل في ظل صدقته)، والله -والحديث له- إنك لتجد ظلها في الدنيا قبل الآخرة، تعلم يا بني الحكمة وعلمها، يقول صلى الله عليه وسلم (الحكمة ضالة المؤمن وأنى وجدها أخذها)، ويقول عز من قائل جل ذكره: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}؛ ولما رأيته ينظر في ساعته هممت القيام بالانصراف، وضع يده على ركبتي وقال خذ هذه الكلمات من حديث طويل للرسول اجعلها في حياتك فقد جعلتها أنا: (احفظ الله يحفظك تعرف إلى الله في الرخاء ويعرفك في الشدة).. صلى الله عليه وآله وسلم ما تعاقب الليل والنهار. هذا مختصر الحديث الذي دار مع هذا الرجل والذي أثاره نظام ساهر، وعجيب أمره فعندما أراد الشهرة اقترن بالمال. وفق الله الجميع تحية وتقدير للجريدة بهذه الصفحة. محمد عبدالعزيز الدريويش - الرياض