أكد الدكتور خالد بن إبراهيم الرومي الأستاذ بقسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن الصدقة والإنفاق والبذل في وجوه الخير من أعظم القربات وأجل الطاعات، ويزداد أجر الصدقة وفضلها وعظمها في شهر رمضان المبارك، مستشهداً على عظم الصدقة بآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، ففي القرآن الكريم حث على ذلك في مواضع عدة، وأثنى الله تعالى على المنفقين والباذلين والمحسنين، فمن ذلك قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}، وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، وفي السنة النبوية حثّ وترغيب على البذل والعطاء والإنفاق بجود وسخاء روى مسلم «ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل»، فالصدقة بركة على صاحبها وعلى ماله وأهله وفي الحديث «ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده»، فالصدقة بركة عامة شاملة «يمحق الله الربا وبربي الصدقات»، وللصدقة من الآثار والثمار العاجلة والآجلة مالا حصر له. جاء ذلك في حديث ل»الجزيرة» للدكتور خالد الرومي قال فيه: إن الصدقة مطهرة للنفوس، وسلامة للأموال وتكفير للسيئات، ورفعة في الدرجات، وبها تدفع البلاء، وترفع الرزايا، وتستحب النعم، وتستدفع النعم، وهي مرضاة للرب، ومؤلفة للقلوب وسبب لرحمة الرحمن، وكم، وكم يترتب عليك من المحاسن في الدنيا والآخرة. وشدد الدكتور الرومي على أن الصدقة تعظم ويزداد ثوابها وأجرها إذا وافقت أياماً فاضلة.. ونحن مقبلون على سيد الشهور، وأفضل الليالي شهر رمضان، شهر البذل والسخاء والإنفاق والعطاء واجتماع الصيام مع الصدقة والإحكام من أعظم أسباب دخول الجنة، ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. وأوضح د. خالد الرومي أن وجوه الإنفاق متعددة وكثيرة فمن ذلك تفطير الصائمين، وإطعام الجائعين، وكسوة الفقراء، وعلاج المرضى، وقضاء الديون، وإعانة الملهوف، وتفريج الكرب، وتفقد اليتامى والأرامل، والمسلمين والمحتاجين وخصوصاً من لا يسألون الناس إلحافاً، فحري بالمسلم الموفق أن يكون باذلاً سخياً منفقاً في هذا الموسم العظيم والشهر الكريم، سواء من الصدقة الواجبة أو الصدقة المستحبة. وأهاب فضيلته في نهاية حديثه بالمسلم أن يتفقد أقاربه وذويه، ومن له حق عليه، وأن يحرص على أن يصل ممن اشتدت حاجته، أو عظمت كربته فيفرج عنه ليلقى جزاء ذلك وافراً عند الله، قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}.. {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً}.