تعقيباً على ما نشرته الجزيرة بتاريخ 4-5-1434ه بقلم الأستاذ حمد القاضي تحت عنوان (ازدحام العمرة: لقد أصبح تحديد التأشيرات ضرورة) أشار فيه إلى أن القادمين من مكة يتحدثون عن سلبيات زيادة تأشيرات العمرة من زحام وعدم استيعاب الحرم وربما فقد الطمأنينة بالعبادة فضلاً عن زيادة التخلف.. وتساءل هل ترى وزارة الحج أن جشع التجار مقدم على الصالح العام، وموسم العمرة صار طوال العام؟.. والحل في نفي السلبيات وتحديد التأشيرات مثل الحج، وقد أعلنت الوزارة عن وصول تأشيرات العمرة إلى أكثر من ستة ملايين لهذا العام وهي تعرف عدم قدرة استيعاب الحرم والمطاف للمعتمرين، ومن ثم تساءل أليس تحديد تأشيرات العمرة ضرورة ملحة؟.. إلخ. حقيقة أن ما تحدّث عنه الأستاذ حمد هو الصحيح وليس الهدف الرئيس من توسعة الحرم والمطاف والمسعى فتح المجال للعمرة على مصراعيه، وإنما الهدف الأسمى هو زيادة الحجاج على قدر يا موسى، ومن أجل إراحتهم، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وليس العمرة ولقد رأت الجهات المختصة أن تحديد نسبة الحجاج من كل دولة إسلامية يهدف إلى أداء تلك الفريضة الإسلامية بكل طمأنينة وارتياح ولأن الحج أحد أركان الإسلام.. فالدولة -أعزها الله- تسعى وتسهر وتنفق المليارات من أجل راحة الحجاج وليس القصد من التوسعات المتتابعة للحرم والمطاف والمسعى تكثيف المعتمرين إثراء التجار وأرباب المصالح من وراء تلك الملايين من تأشيرات العمرة.. وكما قال الأستاذ حمد يجب أن يكون هناك سقف للمعتمرين وتحديد للأعداد التي يمكن لها أداء العمرة في كل شهر من كل بلد قياساً على نسبة الحجاج؛ علماً أن زيادة أعداد المعتمرين أو تركها بدون سقف يكون بمثابة الانفلات، وهذا لا شك يؤثر على الخدمات التي تقدم لهم ولا ننسى أن كثافة الحجاج تنحصر في أيام معدودة تتفانى الدولة في تحملها ولكن كثافة المعتمرين يومياً لا يمكن تحمله لصعوبة تقديم الخدمات للمقيمين أيضاً بتلك المدينة ولا شك هذا من جانب.. ومن جانب آخر فقد نشرت إحدى الصحف خبراً يقول: تقر لجنة أمنية برئاسة قائد قوات أمن الحج والعمرة اللواء الخليوي وعضوية عدد من القيادات والمسؤولين إنشاء جسر معلق فوق صحن الكعبة لتيسير طواف ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، بعرض عشرة أمتار وليستخدم كمصلى ومطاف للنساء في غير أوقات الذروة.. هنا أقول إن هذا رأي غير سديد، لأنه سيرتكز على أعمدة ستكون عائقة للطائفين بدون أدنى شك، والدولة -أعزها الله- تسعى جاهدة لتسهيل الطواف مهما أمكن ذلك بدون إلحاق أضرار مؤذية سواء بالمطاف أو بالطائفين، والأفضل من هذا وذاك عمل تلفريك معلق على أعمدة تتراوح ما بين أربعة إلى الستة فقط تكون على أطراف صحن المطاف يبدأ من قبل بداية الطواف بأمتار وينتهي بعدة بأمتار لا تزيد عن العشرة يخصص لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.. وأذكر أنني كتبت عن هذا الموضوع عبر الجزيرة منذ عشر سنوات، وبنفس الوقت اقترحت التلفريك للمسعى أيضاً وذلك حينما أعلن عن أن لجنة متخصصة تدرس تخصيص مكان في المطاف لتلك الفئة، ولا أعتقد أن زيادة المعتمرين في رمضان، وليس هدم جزء من الدور الثاني من أجل توسعة المطاف ولا استخدم الجسر في غير وقت الذروة كمصلى ومطاف للنساء بمبررات لعمل الجسر المذكور.. أكرر التلفريك أفضل بكثير من هذا الجسر وسيؤدي الغرض المطلوب، علماً أن توسعة المطاف وأن يكون مكشوفاً والطواف بموازاة الكعبة أي على الأرض لا شك له ميزة عظيمة عند الحجاج والمعتمرين. صالح العبدالرحمن التويجري