مر 380 يوما على تولي أحمد عيد رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتكليف أولا ثم بالانتخاب، وعلى الرغم من أن هذه الفترة كافية لأي قيادي لأن يحقق بعض خطه وأهدافه ويكشف عن توجهاته وبرامجه، إلا أن الأمر ليس كذلك في اتحاد الكرة الذي لم يتقدم أي خطوة لافتة، ولم يضف بعدا تنظيميا مختلفا لأدائه منذ استقالة الاتحاد السابق، بل إن الواقع يقول إن الاتحاد أصبح محل اختلاف لم يكن معهوداً في السابق، وأن التناقض وعدم الوضوح أصبحتا سمة العمل في الاتحاد، وأن عيد وفريق عمله مطالبون برسم سياسة حقيقية واضحة لتحقيق الأهداف والوعود التي تضمنها برنامجه الانتخابي، وهنا أرجو ألا تطوي الأيام بعضها بعضا، ان الاتحاد الموقر عاجز عن تحقيق أهدافه وبرامجه، وان الوعود شيء والعمل الحقيقي شيء آخر. قلت في هذه الزاوية في الثامن والعشرين من فبراير الماضي: (ليس من صالح اتحاد الكرة ولا مستقبل الكرة أن يتأخر الاتحاد في تشكيل لجانه العاملة حتى وإن كان انتخاب رئيسه وأعضائه قد تم في منتصف الموسم، ففي كل بلاد العالم تتم الانتخابات وتتشكل الوزارات واللجان دون أن تتوقف العجلة عن الدوران، ودون أن يؤثر التغيير عليها لأن العمل يتم بشكل مؤسسي لا علاقة له بالأفراد، إلا إذا كان اتحاد الكرة الحالي يرى غير ذلك فتلك حكاية أخرى من الصعب الدخول في دهاليزها)، وهاهي الأيام تتصرم دون أن يقرر الاتحاد الموقر شيئا بهذا الشأن، وكل ما أخشاه وغيري أن يكون مرد هذا التأخير إلى عجز الاتحاد ورئيسه عن حسم هذه الملفات، وهو الشيء الذي سيكون له تأثيره بلا شك على مستوى الأداء في الاتحاد، وعلى ثقة الأندية التي يشرف عليها، وعلى ثقة الناخبين أيضاً الذين وضعوا ثقتهم بأعضاء الاتحاد وهؤلاء لابد أن يكونوا على مستوى الثقة، وعلى مستوى القدرة على الوفاء بالوعود، وإلا فلا مناص من الرحيل ولو عن طريق الجمعية العمومية!! في اعتقادي هنا أن ثقة الأندية في اتحاد الكرة بدأت بالتناقص، وأن شهر العسل بين الطرفين لم يدم طويلا، ويتضح هذا جليا على سبيل المثال في تصريحات مسؤولي النادي الطائي بعد زيارة رئيس اتحاد الكرة لجارهم الجبلين دون ناديهم، وبعد تصاريح رئيس الهلال بعد الجدولة الجديدة المفاجئة لجدول الدوري التي جاء فيها: (انهم بصدد اعتماد قرار عدم السماح للاعبي الهلال الانضمام للمنتخب إلا وفقاً للمدة المحددة حسب أنظمة الاتحاد الدولي وأنظمة الاحتراف، مشيراً إلى أن هذا القرار سيبدأ تطبيقه بعد مباراة منتخبنا الوطني أمام إندونيسيا التي ستقام أواخر مارس الجاري....الجزيرة 14775)، وأيضا: (طالب رئيس نادي الطائي من الأستاذ أحمد عيد عبر التغريدات بتويتر التي تحتفظ الجزيرة بنسخة منها أن اتحاد الكرة اتحاد للجميع وطالب بأن تكون الأندية بمنظور واحد فما حدث من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم غير مقبول تماما تجاه الطائي، وقال رئيس نادي الطائي أيضاً في تغريدات عجباً كيف رئيس اتحاد يزور منطقة بدون برنامج والسواق المرافق هو من يقوم بتوجيهه وين يذهب فقال بعبارة «عليك السلام يا وطن عجب عجب»... (الجزيرة 14765). هذه لغة جديدة في الحديث مع اتحاد الكرة لم تكن موجودة طيلة الأربعين عاما الفارطة من عمر الاتحاد، ولم نكن نتمنى كمتابعين أن نسمعها من أجل مصلحة الكرة السعودية، لكن يبدو أن الكيل قد فاض بالأندية السعودية -خاصة بعد صدور عدة قرارات لم تكن متوقعة مثل تسجيل اللاعب اليوناني للنصر، ورفض تسجيل لاعب الاتفاق، وإعادة جدولة الدوري، ورفض مطالب أندية بالتأجيل كما حدث لأندية أخرى مثل الأهلي والنصر في وقت سابق هذا الموسم لمشاركتهما الوطنية -.. أقول فاض الكيل بالأندية فلم تعد قادرة على الصبر خاصة في ظل الضغوط الجماهيرية والشرفية التي تطالبها بالحفاظ على مكتسبات النادي وحقوقه. المطلوب من اتحاد الكرة ليس صعبا والأندية لا تطالب بأكثر من حقوقها التي ضمنتها لها الأنظمة واللوائح وفي مقدمتها نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم. كل ما تريده الأندية، ويريده الشارع الرياضي من اتحاد الكرة: (الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه في البرنامج الانتخابي - العدالة في إصدار القرارات على الأندية - عدم التناقض في القرارات - منح الأندية كل حقوقها النظامية - سرعة تسمية اللجان العاملة بالاتحاد - وضع رزنامة ثابتة لا يمكن المساس بها ولا تتغير إلا في اشد الظروف وأحوجها ولجميع المسابقات المحلية - وضع خطط طويلة المدى للعمل الذي يضمن عودة المنتخب السعودي لمكانته السابقة على رأس القارة الآسيوية وفي مركز متقدم يليق به في تصنيف فيفا الشهري). قال أحمد عيد عندما أعلن برنامجه الانتخابي في 18 من ديسمبر الماضي: (سنعمل أيضاً على تطوير المسابقات المحلية وسنحرص على أن يكون هنالك استمرارية وثبات في جدولتها كما أننا سنهتم بتطوير المنشآت الخاصة بلعبة كرة القدم), وقال أيضا: (سنعيد هيكلة أمانة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم ولجانه وفقاً لخططنا واستراتيجياتنا وسننشئ فروعاً للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم في مناطق المملكة كافة) وقال أيضا: (وعن كيفية القضاء على الفساد الرياضي إن وجد قال: سنستحدث لجانا قضائية مستقلة سيكون لها كامل الصلاحيات في الأنظمة والقوانين).. وقال أيضا: (والسعي للوصول بالمنتخب الوطني لقائمة أفضلية 40 منتخباً على مستوى العالم, وستكون مهمتهم لتحقيق ذلك هي وضع خطط منهجية لتنمية كرة القدم السعودية)... (الجزيرة 14692). ما سبق كان وعود عيد قبل أشهر وقبل أن يجلس منتخبا على الكرسي... والسؤال الآن هل تحقق شيء من تلك الوعود، وهل هناك عمل حقيقي للوفاء بها؟؟.. أين الثبات في جدولة المسابقات السعودية ؟؟ أين إعادة هيكلة أمانة اتحاد الكرة؟؟ وأين فروعه في مناطق المملكة كافة ؟؟ وأين اللجان القضائية المستقلة... وأين.. وأين وأين؟؟ هذه وعودك يا رئيس اتحاد الكرة لم ننسها... فأين العمل الذي يضمن تحقيقها؟؟ [email protected] aalsahan@ :تويتر