من هو صاحب أول ديوانٍ مطبوعٍ في السعودية؟ سؤال مهم يقودنا إلى عددٍ من الأسماء الشعرية اللامعة في بدايات المملكة، مثل عبدالقدوس الأنصاري، عبدالله بلخير، حمزة شحاتة، محمد حسن عواد، أحمد عبد الغفور عطار، طاهر زمخشري، أحمد ملائكة، عبدالله عريف، حسين خزندار، مصطفى كمال باتبارة، عبدالكريم مخلص، حسن الياس، فقد يكون أحد هؤلاء هو صاحب هذه الريادة التاريخية. الشاعر طاهر زمخشري سرد قصةٍ هذا السبق التاريخي خلال حفلة تكريمه في أثنينية عبدالمقصود خوجة قبل سنوات، أو لعلها قصة الصراع بين شاعرين في تلك الفترة لمن يفوز ديوانه كأول ديوان سعودي! وكانا الشاعرانِ هما أحمد عبدالغفور عطار وطاهر زمخشري. فيقول الشاعر زمخشري بعد عودته من مصر وإعداد ديوانه الأول «أحلام الربيع» التقى لمراجعته بالراحل سيد قطب الذي أشار إليه بطباعة ديوانه والمبادرة في ذلك، ولكن المال الذي بين يديه كان قليلاً، فاضطرّ إلى تأجيل معالجة عينه المريضة والبدء في طباعة ديوانه الأول «أحلام الربيع»، فاقترض من إبراهيم شاكر ليكمل المبلغ ويقوم بطباعته في مصر. وعندما خرج للمطبعة فكّر في الأمر كثيراً، إذ يريد أن يصطاد لديوانه شرف لقب الديوان السعودي الأول، الذي ما زال تحت الطبع ليفاجأ بديوان الشاعر أحمد عبدالغفور عطار «الهوى والشباب»، فخشي زمخشري من أن يختطف ديوان عطار الأضواء من ديوانه، فبادر بطلبٍ إلى الشاعر أحمد عبدالغفور عطار ليكتب مقدمةً لديوانه «أحلام الربيع»، وألمح للعطار بأن يشير إلى أنه أول ديوانٍ يصدر في الحجاز في العصر الحاضر، فكتب ذلك أحمد عبدالغفور وصدر ديوان زمخشري، وعندما عادا إلى المملكة من مصر، وجدا أن ديوان أحمد عبدالغفور عطار تمت طباعته ونشره. حينها قال الأدباء في المملكة آنذاك إن ديوان أحمد عبدالغفور هو أول ديوانٍ سعوديٍ، ولكن الشاعر طاهر زمخشري رفض هذا التصريح، وأتى بمقدمة ديوانه التي خطها أحمد عبدالغفور بيديه وشهادته بأن ديوان «أحلام الربيع» أول ديوانٍ سعودي. فرد أحمد عبدالغفور عطار قائلاً: «والله غلبتني، فقد سجّلت عليّ هذه الكلمة ولا أستطيع إنكارها».