برغم اللغة الدبلوماسية وكمية الإكسسوار التجميلي التي خرجت بعد انتهاء اجتماع اتحاد غرب آسيا، إلا أن واقع الحال يُؤكد أن مؤشر التوافق العربي على مرشح آسيوي واحد هبط لأدنى مستوياته، بعد رفض البحريني الشيخ سلمان الخليفة الحضور للعاصمة الأردنية عمان، واستمرار جولته الانتخابية بشرق القارة بتأييد كويتي علني، فيما فضّلت السعودية والإمارات استخدام سلم الدبلوماسية الحذر بالإعلان عن اتفاق الحل التوافقي بجانب قطر التي تدخل بمرشح لعضو اللجنة التنفيذية بالفيفا عن القارة الآسيوية.. وبحسب قراءة لتعليقات رسمية صدرت من الإماراتي يوسف السركال والسعودي حافظ المدلج والقطري الشيخ حمد بن خليفة رئيس اتحاد الكرة القطري والشيخ طلال الفهد رئيس اتحاد الكرة الكويتي، فإن المرحلة القادمة تتطلب تنازلات مدفوعة التكاليف والوعود بعد أن أصبح من المستحيل أن يتجه الثلاثي لصندوق الانتخابات سوياً بجانب التايلاندي واراوري ماكودي والذي أعلنت دول الآسيان (12 دولة) الوقوف معه. وبحسب إعلان الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا، فإن اجتماعاً آخر ستستضيفه الأردن بعد نحو ثمانية أيام سيكتب النقطة الفاصلة للتوافق العربي بعد أن طلب المدلج والسركال إرجاء البت النهائي لحين المحاولة الأخيرة مع الشيخ سلمان الخليفة والذي يدخل الاستحقاق الانتخابي ترشحاً لمنصب الرئيس وكذلك منصب عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا. ويحسب للخليفة ذكاءه الانتخابي بعد أن أدرك أن قطر ستدخل اللعبة الانتخابية إذا قطع الطريق لينافس على منصب عضو اللجنة التنفيذية والذي في حال انسحابه قبل الثاني من مايو القادم سيطير للقطري حسن الذوادي بالتزكية، وهو ما يعني أن أي اتفاق قطري بحريني سيضمن للطرفين كسباً انتخابياً مؤثراً ربما يقلب الموازين خصوصاًة أن رئيس اتحاد الكرة القطري أعلنها صريحة بعد نهاية الاجتماع بأن قطر ستتبع مصلحتها والتي تتجه لإقناع الخليفة بالانسحاب من الترشح لمنصب عضو الفيفا وتركه لقطر مضموناً دون انتخابات، فيما تدعم قطر توجهه لمنصب الرئيس وهو سيناريو مطروح على الواقع قد يكون ورقة لعب تقلب كل الموازين. في الجانب الآخر خطت السعودية بجرأة لإعلان هويتها وقوة حضورها بعد أن أجبرت اتحاد غرب آسيا على الاجتماع للتوافق العربي إثر ترشح المدلج لمنصب الرئيس، وهو الترشح الذي أعاد الكثير من الحسابات والتربيطات الانتخابية نظراً للثقل السعودي بالقارة حيث تطمع السعودية بالخروج إما بمنصب الرئيس أو ضمان تحقيق مصالحها من الرئيس المنتظر. وفيما يتعلق بالإماراتي يوسف السركال فقد يكون الأكثر ثقة بين أقرانه المرشحين، وقد أفرزت تعليقاته عن ثقته بأن غرب آسيا سيتجهون لترشيحه وفق معايير الخبرة والبرنامج الانتخابي، فيما عدا ذلك فهو مستعد للحل التوافقي شرط أن يخرج كاسباً وهو الأمر الذي يعني أنه يتجه لإجبار غرب آسيا على ترشيحه كرئيس للاتحاد الآسيوي ابتداء من عام 2015م. المؤكد أن كل مرشح آسيوي أعاد ترتيباته جيداً ووضع خطة الإنقاذ الانتخابي إذ لا يمكن أن ينسحب أي مرشح دون تعويض، وتبدو فرصة الثمانية أيام القادمة قبل الاجتماع الأخير مواتية لتحقيق تقارب حقيقي، وتتوقع الجزيرة أن يكون التوافق السعودي الإماراتي هو الأقرب، حيث سيكون لاتفاقهما على خطة المرحلة القادمة عاملٌ حسم كبير لا سيما وأن محاولات سياسية بدأت تضغط لإثناء سلمان الخليفة عن الترشح لمنصب الرئيس، مما يعني أنه سيتجه لمنصب عضو الفيفا مصطدماً مع قطر، وهو ما يُفسر أن مصالح قطر هي مع سلمان الخليفة فقط الذي عرف كيف يبعثر الأوراق. مطالب اتحاد غرب آسيا للمرشح القادم والتي تبدو أكبر من إمكانات أي رئيس قادم، نظراً لقصر مدة ترشحه على سنة وثمانية أشهر جاءت على النحو التالي: - الاعتراف الكامل باتحاد غرب آسيا لكرة القدم والذي تأسس منذ العام 2000م. - الاعتراف بمسابقات اتحاد غرب آسيا من خلال اعتماد جميع مسابقات اتحاد غرب آسيا لكرة القدم كجزء من رزنامة الاتحاد الآسيوي - واعتماد مجموعة من مسابقات اتحاد غرب آسيا كتصفيات مؤهلة للنهائيات الآسيوية، خصوصاً في الفئات العمرية للجنسين والخماسي - واعتبار بطولة غرب آسيا للرجال بطولة رسمية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كي تكون ضمن رزنامة الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذلك لغايات التصنيف الدولي - والاتفاق مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على برنامج دعم مالي يمتاز بالعدالة. - التعاون لضمان استفادة الاتحادات الإقليمية من برامج تبادل المعرفة المقدمة من الاتحاد الآسيوي - مراعاة واقع وظروف كل منطقة عند إعداد أجندة مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم - تفعيل برنامج تبادل الحكام في المنافسات المحلية للاتحادات الأهلية - العمل على إشراك الاتحادات الإقليمية في مساعي وجهود الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للقضاء على التلاعب بنتائج المباريات. - الوضع الاقتصادي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: ضمان تحقيق أفضل العوائد المالية للاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الآسيوي - والتقييم المناسب لمقدرات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم - وتقييم النظام المتبع للمكافآت والحوافز المتعلقة ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي ودوري أبطال آسيا. - اعتماد سياسة شمولية في تطوير كرة القدم الآسيوية: من خلال الاتفاق على خارطة طريق تفصيلية لإشراك المزيد من الاتحادات الوطنية في دوري أبطال آسيا - واعتماد خارطة طريق تفصيلية من أجل تقديم آلية دعم مالي أكثر عدالة من أجل تطوير كرة القدم الآسيوية على مستوى المنتخبات الوطنية. - تأسيس لجنة الأخلاق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بحيث تكون منتخبة من قبل الجمعية العمومية في الاتحاد - ووضع معايير أساسية لمؤهلات أعضاء اللجان العاملة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، خصوصاً اللجنة القانونية - والموافقة على أن يتم اختيار رئيس وأعضاء اللجان القضائية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من خلال الانتخاب عبر الجمعية العمومية. - تفعيل استخدام اللغة العربية كلغة رسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بحسب ما هو منصوص عليه في النظام الأساس. - اعتماد مباريات اتحاد غرب آسيا داخل التصنيف الدولي لتحقيق مواقع متقدمة بالتصنيف.