يواصل النظام الإيراني التدخُّل في الشئون الداخلية للدول العربية المجاورة، ولاحظ المراقبون أنّ هنالك تصعيداً من قِبل طهران في مساندتها للأعمال الإرهابية في الدول المجاورة وبالذات البحرين والعراق واليمن. ويربط هؤلاء المراقبون ذلك بتآكل النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، بعد الانتصارات الأخيرة للثورة السورية، وأنّ الإيرانيين يسعون إلى تأسيس بديل في اليمن أو البحرين أو كليهما، ففي البحرين يتواصل العبث الإيراني الذي يتمثّل في تشكيل خلايا إرهابية، تلقّت تدريبات على الأسلحة والمتفجّرات في كلٍّ من إيران والعراق ولبنان، في معسكرات خاصة باتت معروفة لجهات الرَّصد الدولية، ومن هذه المعسكرات توجّه عدد من المواطنين البحرينيين، الذين ارتضوا العمالة لإيران، وقاموا بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التي وإنْ لم تكن مؤثرة، إلاّ أنّ تتابعها واستهدافها لمواقع اقتصادية هدفها إثارة الفزع وهزّ الاستقرار في مملكة البحرين. أما في اليمن، فلا تزال في الأذهان فضيحة إرسال أسلحة نوعية إلى اليمن، والتي اكتشفت على ظهر السفينة الإيرانية «جيهان 1»، التي ضبطت في البحر العربي أواخر الشهر الماضي، كانت محمّلة بأكثر من 40 طناً من الأسلحة والمتفجّرات. وجدّد وزير الداخلية اليمني اللواء عبد القادر قحطان في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء، اتهام إيران بالوقوف وراء عمليات تصدير شحنات الأسلحة إلى اليمن. وأشار إلى أنّ السلطات العمانية أوقفت السفينة لكنها لم تكتشف شحنة الأسلحة لأنها كانت مخفية بإحكام في خزنة مصممة على هيئة صهريج وقود. وأكد قحطان أنّ السلطات اليمنية تمتلك أدلّة تثبت أنّ سفينة الأسلحة تحرّكت من موانئ إيرانية. هذه التدخُّلات المثبتة بالوثائق وحقائق الضبط، تؤكد أنّ النظام الإيراني استمرأ التدخُّل في الشئون العربية الداخلية، لأنه يعتقد ألاّ أحد يستطيع معاقبته أو محاسبته على أعماله المشينة هذه، التي تعبِّر عن نظام لا يلتزم بالقوانين، ولا يحترم الضوابط والقيم الأخلاقية الإسلامية التي تشدِّد على الالتزام بالقيم وحسن الجوار، وقبل ذلك يمارس النظام غطرسة القوّة، معتقداً أن لا أحد يستطيع إيذاءه، بالرغم من هشاشة وضعه الأمني وتنوُّع قوميات مجتمعه التي باستطاعة الدول المستهدفة التي تأذّت من سلوك النظام الإيراني، أن تخترق هذه القوميات لإثارة المشاكل للنظام، خصوصاً في ظل تذمُّر أبناء هذه القوميات التي تعاني من تسلُّط وغطرسة الملالي. [email protected]