كشفت اليمن والبحرين أمس عن تورط إيران وبشكل واضح في دعم الخلايا الإرهابية، وذلك من خلال الدعم الذي يقدمه الحرس الثوري للخلايا الإرهابية، ودعا البلدان إلى إيران إلى الكف عن التدخل في شؤونهما. ففي الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية البحريني الفريق ركن راشد آل خليفة، تورط الحرس الثوري الإيراني في دعم وتمويل الخلية الإرهابية، التي أعلنت بلاده عن القبض على أعضائها الشهر الماضي، قال وزير الداخلية اليمني اللواء عبدالقادر قحطان، إن إيران تبحث عن ساحة في بلاده لشن الحرب ضد قوى أخرى، مؤكداً أن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها أخيراً وهي قادمة من الموانئ الإيرانية كانت تحمل 40 طناً من الأسلحة الفتاكة الكفيلة بأن تقتل ملايين البشر. ودعا وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان - خلال كلمته أمام وزراء الداخلية العرب أمس - إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، مؤكداً أن بلاده لن تكون ساحة حرب تطمع في إدارتها إيران أو غيرها من القوى السياسية في داخل اليمن وخارجه. وقال: «لم تكن القاعدة وحدها من حاول استغلال الأزمة اليمنية لتوسيع وجودها، فالحقائق الموجودة لدى أجهزة الأمن اليمنية تشير إلى أن إيران سعت وبقدر ما تستطيع للتدخل في الشأن اليمني من خلال إرسال الأموال وشحنات السلاح إلى أطراف سياسية بعينها، وآخرها شحنة السلاح المضبوطة في المياه الإقليمية اليمنية على متن السفينة جيهان1، التي كانت قادمة من أحد الموانئ الإيرانية وكانت تخفي بداخلها 40 طناً من الأسلحة والمتفجرات، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات وعبوات ناسفة ومواد شديدة الانفجار C4 وRDX، وغيرها من المواد الفتاكة والكفيلة بقتل الملايين». وتابع: «اليمن استطاع أن يتجاوز الصعوبات الأمنية ومظاهر الاختلالات المختلفة، التي أثرت في حياة المواطنين، وكانت أولى الخطوات المهمة في هذا الطريق العمل على تطهير مناطق عدة من سيطرة القاعدة، أو ما يسمى بأنصار الشريعة». من جهته، أكد وزير الداخلية البحريني الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أن «الحرس الثوري الإيراني» يقف خلف الخلية الإرهابية، التي ضبطت في البحرين في 16 شباط (فبراير) الماضي، وذلك بعد الاعترافات التي أدلى بها أعضاء الخلية، ووجود الأدلة المادية، وهو ما يعكس علاقة إيران بالتدخل في شؤون مملكة البحرين، بهدف زعزعة الأمن، مطالباً باتخاذ موقف عربي يتجاوز الإدانة والاستنكار إلى اتخاذ تدابير فعالة لحماية الأمن العربي المتمثل في أمن الدول الأعضاء. وقال الوزير آل خليفة في كلمته أثناء أعمال الدورة ال 30 لمجلس وزراء الداخلية العرب بالرياض أمس: «تمكّنت الجهات الأمنية في البحرين من ضبط خلية إرهابية، بعد أن قامت بالتحري عن أعضائها وتنقلاتها وأنماط تدريبها على الأسلحة والمتفجرات، ومحاولتها إيجاد ملاذ في مملكة البحرين لتخزين الأسلحة وتهريبها، واستخدامها عند ساعة الصفر لمهاجمة أهداف حيوية واستهداف شخصيات مهمة». وأضاف: «شهدت مملكة البحرين في الفترة الماضية أعمالاً خطرة ومنافية للقانون تمثلت في تخريب الممتلكات العامة والخاصة، واستهداف رجال الأمن بمختلف الأسلحة مثل القنابل والمتفجرات ورماية السهام والأسلحة الخفيفة، وأن كل تلك الأعمال تعد ظاهرة الشغب والعنف إلى أعمال توفرت فيها أركان الجريمة الإرهابية، وأن الشرطة تتعامل مع جماعات مسلحة وليست مسيرات سلمية». وتابع مخاطباً وزراء الداخلية العرب: «إذا كنا نؤمن بأن التغيير سنة الحياة، فإن تحقيقه يكون من خلال الالتزام بالنظام، وليس من خلال انتشار الفوضى التي استشرت في بعض المجتمعات، وأصبح الناس يتحركون بشكل عشوائي تدفعهم شعارات متضاربة، تحاول الوصول إلى نهاية يدفع ثمنها الناس، الأمر الذي يترتب عليه بذل المزيد من الجهود للتوعية المجتمعية، وإعطاء الأولوية الأمنية لفرض النظام العام وتثبيت الأمن».