في مقال سابق قبل قرابة السنتين، بعنوان (سعوديات في الخارج)، تحدَّثت فيها عن المرأة السعوديَّة وتاريخها في الدَّوْلة السعوديَّة الحديثة على يد المؤسس الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أمر بتعيين أول نائبة وزير لينقل المرأة السعوديَّة إلى منعطف ربَّما يكون الأهمّ في تاريخها الحديث. المصلح عبد الله بن عبد العزيز دفع عربة الإصلاح في الدَّوْلة منذ عام 2005م، وكان أحد ملفات الإصلاح (المرأة السعوديَّة)، فحين تحدث إلى مذيعة قناة ال ABC الأمريكيَّة السيدة - باربرا وولترز التي تلقب بمذيعة الملوك والزعماء قال لها حين سألته عن المرأة السعوديَّة: (إن المرأة أمي - أختي - بنتي وأنا مخلوق من المرأة)، ليعبِّر عن وجهة نظره حيال هذا الموضوع وما يخطط لها أثناء توليه دفَّة الحكم. خادم الحرمين الشريفين وهو يمسك بحزمة الإصلاح، ينظر إلى أبعد ممّا نتوقع، فلقد أخذ المرأة السعوديَّة برفق حين أمر بتأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية ليجعلها عنصرًا فعّالاً في الطَّفْرة التي تعيشها البلاد، حيث أصدر مرسومًا بتأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية، حتَّى تصبح المرأة السعوديَّة بطبقاتها المختلفة كيانًا ملموسًا بين أفراد المجتمع ولها مساهمة حقيقية في نهضة البلاد. وعلى الجانب الآخر جاء الأمر الملكي الأخير عن المرأة لتشترك في أحد وأهم صنع القرار في الدَّوْلة، وبنسبة 20 في المئة من مقاعد مجلس الشورى الذي تَمَّ اختيارهن بدقة وعناية لتصبح المرأة شريكًا حقيقيًا في صنع القرار في المملكة العربيَّة السعوديَّة. لا شكَّ أن هذا التوازن في قرارات المرأة ومحاولة النَّظر في مشاركتها الحقيقية أثبت للعالم حرص القيادة السعوديَّة على التماشي مع التطوّر مع المحافظة على القيم الدينيَّة والاجتماعيَّة، يضع الدَّوْلة في مصاف الدول المتقدِّمة لأن المحافظة على الدين هي ركائز الدَّوْلة المكتوبة في نظام الحكم، وإذا احترمناها نحن أنفسنا ستحترمنا باقي الدول رغم اختلافاتهم الدينيَّة والاجتماعيَّة. [email protected]