سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين: قلقون من الدور الإيراني في العراق وندعو بغداد للالتفات إلى مخاوف السنة «الرياض» تحصل على نص مقابلة الملك عبدالله مع شبكة «ايه. بي. سي» الأمريكية
دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكومة العراقية إلى الأخذ في الاعتبار مخاوف الأقلية السنية. وقال إن العراق مؤلف من العديد من الجماعات والطوائف العرقية والدينية، وما نطلبه هو أن يسود العدل والمساواة، بين كافة الجماعات الاثنية في العراق». وأكد الملك عبدالله خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة «ايه. بي. سي» الأمريكية حصلت «الرياض» على نصها الكامل أن إيران «دولة صديقة» معرباً في الوقت نفسه عن قلقه من الدور الإيراني في العراق. وقال انه يأمل في ألا تصبح إيران «عقبة» في وجه السلام والأمن في العراق، مؤكداً ان هذا ما يأمل به الشعب العراقي كذلك. ووصف خادم الحرمين الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه «صديق اعتز بصداقته» إلا انه لم يتوان عن توجيه الانتقادات للسياسة الخارجية الأمريكية. وقال ان المملكة تختلف مع الولاياتالمتحدة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب في أفغانستان والحرب في العراق. وقال الملك عبدالله خلال المقابلة التي أجرتها معه المذيعة الشهيرة باربرا والترز، انه ألغى التقليد الشعبي التقليدي الذي يقضي بأن يقوم المواطنون بتقبيل يده. وقال «أنا أكره مثل هذه الأمور لأنني اعتقد ان الانسان يجب ألا ينحني سوى أمام ربه وليس لأي بشر آخر». ٭ وعن المرأة عبّر خادم الحرمين عن إيمانه القوي بحقوق النساء ولكنه حذر من أنه لن يسمح لهن بقيادة السيارة قريباً قائلاً: «أؤمن بحقوق النساء: أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة».. زد على ذلك ففي بعض مناطق المملكة العربية السعودية، في الصحاري أو المناطق الزراعية، تجدون نساءً يقدن سيارات. وسألته مقدمة البرنامج باربرا وولترز «ألا يمكنكم بكل بساطة إصدار أمر ملكي تجيزون فيه للنساء قيادة السيارة؟ أنتم ملك».. وأجاب الملك عبدالله «أقدر شعبي وأهتم به بعناية كبيرة».. وسألته باربرا «أهذا جواب؟» وأجاب الملك «نعم، أنا أحترم شعبي وأحرص على سعادته ورفاهيته.. يتعذر علي القيام بشيء ما لا يكون مقبولاً بنظر شعبي». وفيما يلي نص المقابلة: ٭ باربرا وولترز: لقد فهمت بأنك الغيت تقبيل رعاياك ليدك. هل كنت تشعر بالحرج عندما يتم تقبيل يدك؟ - الملك عبدالله: أنا أكره مثل هذه الأمور لأني أعتقد بأن الإنسان يجب ألا ينحني سوى لربه ولا ينحني لأي بشر. ٭ باربرا وولترز: عندما زرتم الرئيس بوش في أبريل الماضي كانت هنالك صور لكما وانتما تمسكان بيديّ بعضكما. هذه الإيماءة غير مألوفة وسط الأمريكيين الذكور. هل لذلك أي دلالة؟ - الملك عبدالله: نعم، في ثقافتنا مسك الأيادي تعبير عن الصداقة والوفاء وتفعل ذلك مع الأشخاص الذين تعزهم، والرئيس بوش صديق اعتز بصداقته. ٭ باربرا وولترز: لقد كان هنالك خمسة عشر سعودياً من بين 19 منفذاً لهجمات الحادي عشر من سبتمبر هل أحزنك هذا الأمر؟ هل لديك ما تود قوله للشعب الأمريكي عن هذا الأمر؟ - الملك عبدالله: نعم، لقد ساءنا هذا الأمر وأصابنا بالصدمة. لقد كان لتلك الهجمات تأثير سلبي على جميع السعوديين لأن هذا يتعارض مع تعاليمنا، نحن العرب دائماً أوفياء لأصدقائنا ونحن نعتز بصداقاتنا. ٭ باربرا وولترز: حسناً، رسمياً بلدانا صديقان وحليفان ولكن يبدو أن هنالك بعض الشكوك وحتى الكراهية على الصعيد غير الرسمي، لماذا تعتقدون بأن ذلك يحدث؟ - الملك عبدالله: نعم، الشعب السعودي لديه بعض الخلافات مع الولاياتالمتحدة خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل القضية الفلسطينية والحرب في أفغانستان والحرب في العراق واعتقد بأن هذا قد أثر على الرأي العام السعودي تجاه الولاياتالمتحدة. ما نطلبه هو أن تسود العدالة والمساواة بين كافة الجماعات العرقية في العراق. نحن نعتقد بأن العراق هو بلد واحد يعيش فيه الناس بسلام وعدل. المملكة حتى اليوم لم تتدخل في شؤون العراق لأننا لا نريد أن نعرض أنفسنا لاتهامات بأن لنا يداً في تفتيت العراق، لقد اتهمنا في السابق بأنه كانت لنا يد في ما حدث بالعراق خاصة فيما يتعلق بالعنف والإرهاب ونحن براء من هذه الاتهامات وقد ظللنا على الحياد بالرغم من الظلم الذي يحدث الآن. ٭ باربرا وولترز: دعنا نتحدث عن إيران، إيران أصبحت أكثر قوة نتيجة للاضطرابات في العراق، هل يشكل هذا الأمر قلقاً بالنسبة للمملكة؟ - الملك عبدالله: السائل في بعض الأوقات أدرى من المسؤول. ٭ باربرا وولترز: يعني هذا بأنكم غير قلقين من قوة إيران؟ - الملك عبدالله: إيران دولة صديقة، إيران بلد مسلم، نأمل بأن لا تصبح إيران عقبة في وجه الأمن والسلام في العراق، هذا ما نأمله وهذا ما نعتقد بأن العراقيين يأملون فيه. المملكة مثل بقية دول المنطقة ترفض امتلاك أسلحة نووية من جانب أي أحد وبخاصة الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. ٭ باربرا وولترز: لقد قال الرئيس بوش بأن واحداً من أهدافه هو نشر الديمقراطية في منطقتكم. هل هذا الأمر واقعي؟ - الملك عبدالله: إذا نظرت للديمقراطية في الولاياتالمتحدة سترين بأنها أخذت سنوات وسنوات حتى تحققت. ٭ باربرا وولترز: من النقاط المثيرة للانتباه لدى الغربيين أن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يسمح فيها للمرأة بقيادة السيارات، يبدو أن هذا يرمز إلى افتقاد المرأة للاستقلالية، هل ستدعمون السماح للمرأة بقيادة السيارات؟ - الملك عبدالله: أنا أؤمن بقوة بحقوق المرأة.. أمي امرأة واختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة. اعتقد بأنه سيأتي اليوم الذي ستقود فيه المرأة السيارة. في الحقيقة في بعض مناطق المملكة مثل الصحاري أو المناطق الريفية تجدون نساء يقدن السيارات، الأمر يحتاج لصبر، مع مرور الوقت أعتقد بأن ذلك سيكون ممكناً. ٭ باربرا وولترز: ولكن هنالك قيود كثيرة على المرأة، هل ترون بأن هذا الوضع سوف يتغير؟ - الملك عبدالله: نعم، أعتقد ذلك ولكنه يحتاج لبعض الوقت، شعبنا بدأ للتو ينفتح على العالم وأعتقد بأنه بمرور الأيام في المستقبل كل شيء ممكن. ٭ باربرا وولترز: لماذا تعتقدون بأن المملكة أصبحت أرضاً خصبة للقاعدة؟ - الملك عبدالله: جنون.. جنون وشر إنه من عمل الشيطان، هذه الأفعال لا يقوم بها شخص عاقل أو إنساني أو عادل أو مؤمن. ٭ باربرا وولترز: هل تعتقدون بأنكم قد قضيتم على الإرهاب في بلادكم؟ - الملك عبدالله: لا. ٭ باربرا وولترز: هل ما زلتم قلقين منه؟ - الملك عبدالله: لقد أوضحت عقب أول عملية إرهابية بأننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاماً حتى نقضي على هذا البلاء. أعتقد بأنه يجب على العالم أن يعمل يداً بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب. ٭ باربرا وولترز: الإرهاب إلى حد ما يبدأ بالتطرف وهنالك أناس يشعرون بأن نظام التعليم في المملكة قد ساهم في الماضي في التطرف والكراهية. عندما كنا هنا قبل ثلاث سنوات وجدنا كتباً منهجية تدعو لقتل اليهود. ماذا فعلتم من أجل وقف هذه التعاليم المتطرفة؟ - الملك عبدالله: أنا لا أنكر وجود تطرف في المملكة ولكن هذا التطرف موجود تقريباً في كل دول العالم. ولو نظرنا للولايات المتحدة وماذا قال الناس عن الإسلام أتساءل لماذا التركيز فقط على المملكة في هذه الحرب على الإرهاب. المسلمون ليسوا متعطشين للدماء. الإسلام دين السلام الذي يحرم قتل الأبرياء. الإسلام أيضاً يؤمن بجميع الأنبياء سواء كان هؤلاء الأنبياء هم محمد صلى الله عليه وسلم أو موسى أو الأنبياء الآخرون من أصحاب الرسالات. ٭ باربرا وولتزر: ولكن في هذا البلد لا يمكنك ممارسة دين آخر علناً سوى الإسلام، بالرغم من وجود خمسة ملايين أجنبي في هذا البلد؟ - الملك عبدالله: نعم أنت محقة أماكن العبادة لغير المسلمين غير مسموح بها لأن المملكة كما تعرفين هي مهد الإسلام، والسماح بإنشاء دور عبادة عدا المساجد في المملكة سيكون مثل طلب الفاتيكان بالسماح ببناء مسجد فيه، مع ملاحظة أنه بإمكان الأجانب في المملكة ممارسة شعائرهم الدينية بخصوصية داخل منازلهم. ٭ باربرا وولتزر: لقد ذكر مجلس العلاقات الخارجية في العام الماضي وأنا هنا أورد نصاً «المملكة تقدم دعماً سخياً للمدارس الدينية الأصولية والتي تصدر التطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب» هل ستقومون أو بإمكانكم إيقاف الدعم لهذه المدارس؟ - الملك عبدالله: يبدو أن ذلك غير منطقي، نحن نحارب التطرف والإرهاب في بلدنا فلماذا نقوم بتمويله في مكان آخر؟ ليس منطقياً ولا معقولاً أن نقوم بدعمه، لقد قمنا بتنظيم العمل الخيري ولقد قمنا بإغلاق مكاتب في أنحاء العالم وسحبنا دعمنا للمؤسسات التي اكتشفنا أنها متطرفة. ٭ باربرا وولترز: وقمتم بتغيير الكتب المدرسية؟ - الملك عبدالله: نعم قمنا بذلك، لقد قمنا بتخفيفها. ٭ باربرا وولترز: أريد الحديث عن الشباب، ستون بالمائة من شعبكم دون سن العشرين وسوف يصلون إلى سن الحاجة إلى وظائف، هنالك بطالة الآن، ربما يؤدي ذلك إلى سخط وبعض الناس يشعرون بأن ذلك يمكن أن يقود ذلك إلى التطرف، ما هو الإجراء الذي قمتم به تجاه ذلك؟ - الملك عبدالله: أود في البداية القول بأن وضع البطالة قد تحسن في السنوات الأخيرة لقد استطعنا تخفيف البطالة بصورة جوهرية، نحن بحاجة إلى 100,000 وظيفة للباحثين عن العمل. ٭ باربرا وولترز: بما أن هذه أول مقابلة لكم مع التلفزيون والأولى لأمريكا ماذا تريدون أن تعرفه بلادي عنكم؟ ما هي الرسالة التي تريدون توجيهها لأمريكا؟ - الملك عبدالله: نعم، الرسالة هي أن الشعب الأمريكي صديقنا منذ أكثر من ستين عاماً، لم يكن هنالك نزاع أو مشكلة أو شكوك بيننا حتى وقعت تلك الأحداث المأساوية قبل سنوات قليلة في مدينة نيويورك قامت بها فئة منحرفة صغيرة من الأشخاص الذين ليس لديهم حرمة للإنسانية أو لتعاليم دينهم، أيضاً أود أن أنقل تحياتي للرئيس بوش ولكافة الأمريكيين صغيرهم وكبيرهم.