قدمت وكيلة عمادة التطوير ومساعد وكيل التطوير والجودة بالدراسات العليا في جامعة الملك سعود الدكتورة إقبال درندري ورشتَيْ عمل، الأولى بعنوان (خطوات تطبيق الاعتماد المدرسي بالتعليم العام)، والأخرى بعنوان (خطوات تطبيق الجودة في مدارس التعليم العام). وذكرت درندري في حديث خاص مع (الجزيرة) أثناء اللقاء السنوي السادس عشر، الذي تنظمه الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية «جستن»، المقام في جامعة الملك سعود، أن الورشتين جاءتا لعرض معايير الاعتماد المدرسي الجديدة في دول الخليج العربي والأنظمة، والنماذج والتدريب عليها. وتميزت الورشتان حسبما ذكرته درندري بأنهما عمليتان جداً أكثر من كونهما نظريتَيْن، نظراً لأن الفئة المستهدفة هم من مديري ومديرات المدارس ووكلائها ومسؤولي التعليم العالي ومسؤولي الإدارة التعليمية الذين لهم خبرة طويلة في مجالهم وفي الجودة وإدارتها. وعن تجربة الجودة والاعتماد المدرسي في المملكة ذكرت درندري: «طرحت وزارة التربية والتعليم برامج في الميدان بعضها تم تطبيقه بالفعل في بعض المدارس، وتسعى الوزارة إلى بناء ثقافة الجودة بشكل عام في مدارس المملكة، وتطبيق معايير بعض الدول العربية والعالمية ودول الخليج العربي، ولكن السؤال هو: هل تناسب الأنظمة الخارجية نظامنا في المملكة؟ طبعاً ليس بالضرورة أن ننقل فلسفات الدول كما هي، بل إن من الخطأ أخذ نظام كما هو وتطبيقه ضمن أنظمتنا، بل يجب معرفة ودراسة المجتمع ووضع أنظمة تتوافق مع طبيعته». وتقول درندري: «التغيير يجب أن يكون من أسفل الهرم؛ حيث نبدأ بالمدرسة نفسها لتغيير منهجها وتطبيقها للجودة، بعدها نصعد تدريجياً للوصول للأعلى». وعن تطبيق معايير الجودة في مدارس المملكة أكدت درندري أن «مدارس عدة في المملكة، ما بين خاصة وحكومية، وصلت للمعايير العليا، وتم اعتمادها من جهات عالمية أيضاً، لكن الطموح هو أن تصل جميع المدارس في المملكة إلى تحقيق الجودة والاعتماد المدرسي حتى تضمن للطالب والطالبة المستوى الجيد للتعليم». وترى درندري أن «الملتقى بجلساته على مدى يومين سيحقق الهدف من خلال الحوارات والنقاشات والرؤى استعداداً لهيئة الاعتماد التي سترى النور قريباً بتطبيقها معايير وأسساً للجودة». من جانب آخر تناول اللقاء السادس عشر تحت عنوان (الاعتماد المدرسي)، الذي نظمته الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) ثلاث جلسات و11 ورقة عمل، وكانت المحاور الأساسية لتلك الجلسات تتضمن الآتي: 1- ثقافة الاعتماد المدرسي: وشملت موضوعات عدة، منها ثقافة الاعتماد المدرسي في المملكة العربية السعودية، وقدمتها أ. عائشة أحمد مدني وأ. مريم العمري، وتلخصت ورقة العمل حول مناقشة المفهوم المدرسي في المملكة، وتستعرض الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي وشروطها التي اعتمدت بدورها 11 معياراً للأداء الأكاديمي. 2- نماذج وتجارب وتطبيقات محلية وإقليمية وعالمية في الاعتماد المدرسي: وجاءت هذه الجلسة بعرض نماذج من تجارب ميدانية حول تحقيق الجودة والاعتماد المدرسي، ومن أبرز ما تناولته الجلسة من (معوقات تحقيق الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة شقراء)، وقدم كل من د. عدنان الورثان ود. أحمد الزكي خلال هذه الجلسة ورقة عمل، استعرضوا فيها المعوقات التي تحول دون تحقيق الجودة والاعتماد الأكاديمي من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة شقراء. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي حيث طبقت الدراسة على 105 من أعضاء هيئة التدريس، وكانت النتيجة وجود معوقات إجمالية بدرجة متوسطة. 3- نظام ومعايير الاعتماد المدرسي: وتناول أربع أوراق عمل، أهمها ورقة عمل قدمتها الدكتورة ندى الرميح بعنوان (الاعتماد المدرسي لبرامج التربية الخاصة). وترى الدكتورة أن عدد الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة، الذين يدرسون في برامج الدمج التربوي في المملكة العربية السعودية، عدد لا يستهان به؛ حيث بلغ وفق الإحصائيات ما يقارب 26 ألف طالب وطالبة، يدرسون في 1500 مدرسة تقريباً؛ ما يحتم إيجاد نظام يضمن تقديم تعليم وخدمة مساندة ذات جودة عالية لذوي الإعاقة.