في مثل هذه الأيام من العام الماضي كنت مثل غريق في منتصف البحر أصارع الموج العاتي أواصل الليل بالنهار بحثا عن الشاطئ كان علي أن أكون الأم الرؤوم التي تبتسم ليطمئن قلب ابنتي وتخف رجفة الهلع في جسدها الصغير وكان علي أن أكون بحدة عيني صقرا ينظر ويراقب ويتابع ويقرأ الأرقام ويفسر التغيرات!! كانت رحمة الله هي يقيني وكانت عظمة قدرته هي سلاحي حاربت طالبت بنقل ابنتي إلى مستشفى أفضل دار أبوها بتقريرها كل المستشفيات ناقش كل الأطباء واللجان وظللت أنا صامدة أحارب الإهمال والقسوة والتهاون أطرد الممرضات اللامباليات وأمنعهن من العودة مجددا إلى ابنتي ظللت أقف وأدون اسم كل دواء وأرصد كل تغير تحسن كان أو تدهور أنام وانا مفتوحة العينين كل شيء بوسعي فعلته كل العائلة صليت الليل دعوت في الأسحار تصدقت جهرا وخفاء نحرت الذبائح ووهبتها سافرت وترحلت! لست وحدي كل العائلة والأهل والأقارب والأصدقاء لكأنما لم يمرض غيرها كل يحاول أن ينزع شوكة ألم من جسد الصغيرة الجميلة! طلب المشرف على حالتها أن يساعدني أحد ويناوبني المرافقة لأنني معرضة في أي لحظة للانهيار فقد مر شهر وأنا لا أنام إلا غفوات لكن هيهات أن أقبل وابنتي تمسك يدي لاتأخذ ابرة إلا وأنا أقرأ عليها آية الكرسي ولاتأكل إلا إذا أطعمتها بيدي ولاتنام إلا على صوت ترتيلي للقرآن العظيم أصرت شقيقتي أن تشاركني البقاء مع ابنتي وقبل الطبيب رفقاً بي وسندت جسدي المتعب وقلبي المذهول!!؟؟ قالت لي صغيرتي قبل فقدانها الوعي ثم رحيلها الأبدي ماما أريد أن أنام في حضنك دخلت بين تمديدات الأبر والأدوية وشاركتها السرير احتضنتها كانت تلتصق بي تتشبث تحاول أن تقاوم رحلة المغادرة ! لكن أمر الله نافذ فرطت من بيننا غادرتنا في لحظة رحلت إلى الجنة إن شاءالله تعالى اليوم أمر من طريق مدرستها وأتأمل مكانها الفارغ في المقعد المجاور لي في السيارة ومكان كوب قهوتها المفضلة ورنة ضحكتها الجميلة وأقول صباحك أجمل ياوردة حياتي هناك أنت أفضل حتما سنلتقي وسأضمك إلى حضني ثانية لأن الله عظيم وعادل ورحيم ولأننا رضينا وسلمنا وفعلنا كل مافي وسع بشر وبقي اختيار الله سبحانه وحكمه الذي ليس لنا منه مفر!! [email protected] Twitter @OFatemah