مع أن مثل هذه المواقف أو التصرفات عابرة وقليل حدوثها إلا أن لها تأثيرا كبيرا في نفوس التشكيليين قبل مشاعر من تعرض لها، وقبل أيام تعرضت أعمال الفنان الشاب محمد المجرشي أحد منسوبي مرسم بيت الشباب بالرياض إلى إتلاف لوحاته الثلاثين والمعروضة في المرسم، كان منها لوحات تم قبولها في مسابقة مهرجان الفن الخليجي القادم، ويقول الفنان المجرشي انه فوجئ بهذا التصرف غير الأخلاقي والبعيد عن الوعي الحضاري عندما شاهد لوحاته وقد أتلفت بتشويهها بالألوان التي يستخدمها في المرسم من قبل مجهول، ويضيف أن الأمر اخذ مساحة من التعليقات التي قد تخرجه عن مساره وقد يفتح فيها شكوك أو توقعات غير صحيحة، وأكد ان من قام بها أما منافس أو حاقد أو جاهل لا يقدر الفن ويظهر ذلك في ما كتبه على الجدار بوصفه لوحاتي بال(شخبطة). واختتم حديثه للصفحة بأنه لا يحمل إدارة بيت الشباب بالرياض أي تبعات ويرفع شكره لإدارة البيت التي احتضنت المواهب وفتحت المجال له ولأمثاله لممارسة إبداعاتهم من خلال مرسم البيت. انتهى حديث الفنان المجرشي لنعود للقول إن هناك من تحملهم العاطفة فوق البحث عن الحقيقة ويؤولون المواقف حسب توقعاتهم دون انتظار لبيان أو تصريح من المسؤول عن المرسم، ومثل هذه المواقف غير مستغربة وحدوثها يعود لأسباب خاصة، والمرسم كما أشار أحد منسوبيه لا يخضع لحراسة خاصة فهو ضمن مرافق بيت الشباب وسهل الوصول إليه في أي وقت كما أن مفاتيح المرسم موزعة على كل من يرتاده. نقدر ونستنكر ما حدث لهذا الفنان ونحترم تفاعل الفنانين معه على الرغم من أن ما حدث في موقع محدود لا يقارن بحدث مماثل لو تم في أحد الصالات الخاصة بالعرض مثل صالة مركز الملك فهد الثقافي أو صالة الأمير فيصل بن فهد أو صالة أمانة مدينة الرياض التي أقيم فيها معارض على مر السنين، لكنه يسقط حجرا ولو صغير في بحيرة الفن التشكيلي التي تحتاج إلى أن تحرك بالكثير لحل مشكلاتها. كما أننا نقدر ما يقوم به الزميل محمد الخربوش مدير عام بيوت الشباب من اهتمام بالفنون التشكيلية نقداً أو تشجيعاً للمواهب.