الحديث عن الرياضة السعودية وبعض سلبياتها ،خاصة كرة القدم وتحديدا بعض نظمها التطويرية (المفروضة) وتاثيراتها السلبية على اللاعبين ؛ تجاوز الفئات أو الشخصيات غير الرياضية من متابعين وكتاب ومثقفين وغيرهم ووصل إلى الشخصيات الرياضية الاعتبارية والمتعمقة جدا والمؤثرة كثيرا في الرياضة وعلى معرفة بخباياها وأحوالها ودهاليزها وأصبحت تتحدث بكل صراحة ووضوح ومباشرة عن الأثر السلبي لهذه النظم ،وتحديدا نظام (الاحتراف السعودي) ولم يعد الحديث يجري في الديوانيات أو المجالس الخاصة ولم يعد تلميحا أو إشارة وإنما أصبح مكاشفة وعلنا وبوضوح وفي وسائل الإعلام العامة والبرامج الفضائية وبكل تجرد وشفافية، وآخر من تحدث بصراحة وقوة في هذا الموضوع هو الأمير عبدالله بن مساعد، وهو شخصية رياضية واجتماعية مهمة، ويكفي أنه يرأس فريق عمل أو لجنة (تخصيص ودراسة الاستثمار الرياضي) ورأي مثله يجب أن يسمع وأن يوقف عنده، فهو معتبر بكل مافي الكلمة من معنى. يوافق الكثير من الرياضيين أن نظام الاحتراف السعودي بعد مرور أكثر من عشرين عاما على تطبيقه ،يحدث العكس في الكرة السعودية ، فقد تراجعت كثيرا ، وازدادت مشاكلها خاصة في العشر سنوات الأخيرة التي يفترض أنها سنوات الاكتمال والنضج ،والتراجع الحاصل هو على مستوى الأداء والمواهب والنتائج ، والأسوأ من ذلك التراجع على مستوى (السلوك) الشخصي للاعبين المحترفين ،فالمجتمع الكروي يتحدث عن هبوط (تصرفات) كثير من اللاعبين المحترفين إلى مستويات غير سوية وغير مقبولة ،بل غير أخلاقية ومدمرة ،ولم يعد كثير منهم يجد الحرج في تصرفاته التي تأتي بعضها علنا كالسفر إلى حيث يشاء ومتى شاء وفي أي وقت يشاء ولفترة لاتستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة، ولايجد بعضهم حرجا في الحديث عن تجمعات إلى الصباح في المخيمات والاستراحات ولايجد بعضهم ترددا عن مواعيد يضربها لأصدقاء أو معجبين ولقاءات في الشاليهات وغيرها ،وحديث الأمير عبدالله بن مساعد كان عن أن بعض المحترفين السعوديين (يشربون ويحششون) وهذا يعني أن الاحتراف كنظام لايؤدي كل الغرض الذي طبق من أجله ،ولايحقق أهم (الأهداف) التى جاء من أجلها وحتى على صعيد الأهداف المصاحبة التي تتعلق بالأندية لايحدث الكثير منها ،ومن المفروغ منه أن نظام الاحتراف وقد أصبحت السنوات تتقدم به ومشاركاته تتسع من اللاعبين وعددهم إلا أن عطاءه ومردود إنتاجه يتراجع إلى الخلف وبشكل مخيف ،فأين يكمن الخلل؟ هذا السؤال لابد أن يطرح وبقوة ولابد أن يكون من أهم خطوات وهواجس اتحاد الكرة المنتخب ،بل إننى أرى أن العودة بكرة القدم السعودية إلى سابق عهدها وقوتها وأكثر يبدأ من هذا السؤال ،والإجابة عليه عمليا هي التى (تحدد المسار) مسار العودة السريعة والصحيحة والحقيقية من جديد للكرة السعودية ومن بوابة الاحتراف . كلام مشفر لست مع المنادين بإلغاء نطام الاحتراف ،بل العكس تماما إذ أن هناك إجماعا من المطلعين عل النظم الرياضية من غير السعوديين أن نظام الأحتراف السعودي أكثر من جيد ومناسب جدا كنظام و(على الورق). والمشكلة تكمن في التطبيق ،فالنظام لم يوجد طرقا حقيقية ومطروحة للتنفيذ في الأندية وتطبيق البنود التي تتعلق باللاعبين ،والقصور واضح في هذه الناحية بل لاتوجد آلية لفرض تطبيق النظام على اللاعبين بما يحقق الأهداف المقصودة والمرجوة. من أهم (الأهداف) لنظام الاحتراف بشكل عام (ترسيخ مبادئ وأخلاقيات اللعبة) أما على صعيد (خصوصياتنا) فقد كان أول وأهم أهداف النظام هو (جعل كرة القدم وظيفة (محترمة) يقبل بها المجتمع ..فهل حدث ذلك وتحقق؟ حتى على صعيد الأهداف المصاحبة التي تتعلق بالأندية فإن شيئا منها تحقق وأولها أن يكون النظام (مصدر تأمين دخل إضافي للأندية من خلال عقود الانتقالات والإعارة) والحاصل هو العكس تماما ،فعقود الانتقالات والإعارة أصبحت مصدر استنزاف ودمار لموارد وميزانيات الأندية وتثقل أعباءها بالديون الممتازة والمتراكمة وبشكل خيالي. البحث عن التصحيح واتخاذ آلية عملية لتنفيذ الاحتراف في الأندية واختيار مسار العودة قد لايكون من مهام لجنة الاحتراف أو حتى مجلس إدارة اتحاد كرة القدم وإنما يأتي من خلال (عمل أكاديمي) أو دراسة عملية وعلمية تقوم بها جهة أو استشاري متخصص. ويكون المسؤل عنها أو يشرف عليها (هيئة دوري المحترفين) وتتولي الصرف عليها. فهي المسؤولة أولا عن الاهتمام بمنتجها (الدوري السعودي) وعن تطوير أدواته وأهمها وأولها اللاعبون. للتذكيراليوم يوم كروي طويل لمحبي وعشاق اللعبة الساحرة ديربيات في كل مكان تحير ماذا تتابع من المتزامن منها، أتمنى لكم متعة بلاحدود ونلتقي على خير .