كانت الكرة السعودية قبل الاحتراف بخير، واللاعبون كانوا محترفين داخليا ولأنفسهم، بمعنى ﺃن اللاعﺐ يحاول ﺃن يطﱢور مستواه، وكان اللاعﺐ يحاول ﺃن يتغلﺐ على ظروفه ليحضر التمارين، إما بسيارته الخاصة ﺃو مع ﺃحد زملائه ﺃو بسيارة الأجرة (الليموزين). كان الالتزام مطلبا للجميع، هناك ترابط بين اللاعبين، هناك تشجيع لبعضهم البعض، اللاعﺐ يحﺐ لعبته كحبه ناديه. كان اللاعبون يشترون لوازمهم الرياضية من نقودهم، بل إن هناك لاعبين يشترون اللوازم الرياضية ويهدونها لزملائهم؛ لعدم استطاعتهم شراء ذلك. ﺃتى الاحتراف منذ (15) سنة، والذي كان يلزم اللاعﺐ ﺃن يكرس جهده ووقته وفكره في تطوير نفسه بالإمكانات الموجودة والكبيرة والمفقودة سابقا، ﺃتى الاحتراف ليغير مفاهيم كرة القدم بمعنى ﺃنه: لا تكون كرة القدم مضيعة للوقت والجهد بل نجعلها عملا يوميا تذهﺐ إليه لأداء عملك بمرتﺐ يفوق مرتﺐ ﺃي موظف حكومي ﺃيا كان راتبه. ﺃصبح احتراف كرة القدم هو ﺃقل مدة زمنية تقضيها في العمل بمقابل ﺃكبر راتﺐ تتقاضاه لهذا العمل. وما نراه الآن في الاحتراف وللأسف هو عقود ورواتﺐ كبيرة يقابلها بطء التطوير وقلة الاهتمام وسلبية النتائج. ﺃين فِرقنا من البطولات الإقليمية والقارية؟ ﺃين منتخبنا من ترتيﺐ المنتخبات القارية والعربية؟ هناك مدخلات كثيرة ومتنوعة للكرة السعودية ولكن المخرجات وللأسف قليلة جدا. ﺃين الخلل؟ وهل وجدت من هذه اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، لجنة لدراسة وتقييم منتجات الاحتراف خلال ال(15) سنة السابقة. الاحتراف علم لا بد ﺃن نتعلمه و نفهمه ثم نطبقه بطر ق علمية لتوصيلها إلى اللاعﺐ في فكره، ولكنْ للأسف هناك لاعبون كثيرون جدا لا يعرفون من الاحتراف إلا مقدم العقد والراتﺐ والخصم فقط، والقليل منهم يعرفون معنى الاحتراف ويطبقونه، ويا ليت العكس. هناك ﺃمران في عالم الكرة حسﺐ اجتهادي: الأول (دعها تمشي)، والثاني (التخطيط ثم التقييم ثم التصحيح)، ويا ليتنا نطبق الثاني ونصحح المسار بتكوين لجنة لدراسة وتقييم اللاعبين، ومدى استفادة الكرة السعودية من هذا الاحتراف. ادخلوا الأندية وقابلوا الرؤساء والإداريين واللاعبين وعالجوا الأمر ولا تجعلوه قيد الدراسة، ﺃو تعدلوا ﺃو تزيدوا في البنود، بل صِلوا إلى العلاج وحاسبوا.