فلنقل إنك تبحث عن عمل بدوام كامل وتحصل على عرض جيد. ما الاحتمال بأن يدفعوا لك راتبك فعلياً الأسبوع تلو الآخر؟ في العادة، يكون الاحتمال كبيراً – بالنظر إلى أن معظم الشركات لديها السيولة الضرورية لتسديد رواتب موظفيها. ولكن في حال جاءك العرض من شركة ناشئة، فعليك أن تتوخّى الحذر، فمن الممكن أن يكون رب عملك المحتمل قد نما بسرعة. أو ربما اختبر أوقاتاً عصيبة وبدأ للتو بتحسين أدائه. وفي الحالتين، من السهل أن يواجه أزمة سيولة. كيف يمكنك أن تعرف إن كانت شركة قادرة على تحمّل تكاليفك؟ ثمة نسبة مالية بسيطة تشكّل مؤشراً جيداً، وفيما يلي طريقة معرفتها. أولاً، احصل على نسخة من الميزانية العمومية التي تعود إلى رب عملك المحتمل. وإن كانت الشركة مدرجة في البورصة، أقصد موقعها الإلكتروني، واضغط على أحدث إفصاحاتها المالية. وفي حال كانت الشركة خاصة، اشرح للشخص الذي تتواصل معه أنه سيسرك إبرام عقد عدم إفشاء معلومات، ولكنك بحاجة فعلاً إلى رؤية البيانات المالية قبل أن توقّع. وقد تتردد بعض الشركات إزاء هذا الطلب، ولكن الأمر بحد ذاته قد يكون كافياً لغض النظر عنها. ما إن تحصل على الميزانية العمومية، احتسب ما يطلق عليه المحاسبون تسمية «النسبة الجارية». ويكفي أن تأخذ الحجم الإجمالي ل»الأصول الجارية» وأن تقسمه ب»الخصوم الجارية». وتعود الأصول الجارية إلى سيولة الشركة، فضلاً عمّا يدين به العملاء، والمخزونات، وأي عنصر آخر يمكن تحويله إلى سيولة في الأشهر الاثني عشر القادمة. أما الخصوم الجارية، فهي الموجبات التي ستضطر الشركة إلى دفعها خلال الفترة ذاتها. ويكمن الحل الأمثل في أن تزيد النسبة الجارية عن 1.0 بكثير. وإن كانت ما دون 1.2، يشكّل الأمر إنذاراً خطيراً جدّاًً – والاحتمال كبير بأن تكون الشركة مفتقرة إلى السيولة. وقد يتعذّر على رب عملك تسديد الرواتب. اطلب من معارفك في المكان أن يشرحوا لك ما الذي يحصل، قبل أن توافق على الوظيفة. يجب أن يشكّل حديث من هذا النوع جزءاً من أي نقاش توظيف. فمن يعرف؟ فقد يثير الأمر اهتمام الشخص الذي يُجري معك مقابلة بما يكفي ليضعك في الطليعة. - (كارين بيرمان مؤسسة وشريكة ملكية، بالتعاون مع جو نايت، لمعهد «بزنس ليتراسي». أما نايت، فرئيس الشؤون المالية في مجموعة «سيتبوينت كومبانيز». والجدير ذكره أن النسخة المنقحة لكتابهما الكلاسيكي «الذكاء المالي» Financial Intelligence ستصدر في شباط (فبراير) المقبل).