بداية لا بد لي أن أذكر أن مقدم برنامج «المجلس» في قناة «الدوري والكأس» الأستاذ خالد جاسم شخصية محبوبة ومقبولة وله حضور في برنامجه الذي يقدمه من خلال تلك القناة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُعد هذا البرنامج نموذجاً جيّداً لمثل هذه البرامج حوارية؟ من وجهة نظري المتواضعة، أن ذلك البرنامج لا يرتقي إلى المستوى الذي يؤهله لأن يكون نموذجاً مقبولاً يحتذى به أو يتم تقليده أو استنساخه، كما ذكر أحد الإخوان ممن امتدح البرنامج، حيث حاول أن ينال من بعض البرامج الرياضية في القنوات الأخرى متهماً إياهاً بمحاولة تقليد ذلك البرنامج، وقد زاد على ذلك بقوله إنها لم تستطع مواكبة ذلك التوهج للبرنامج لتدني قدراتها مستشهداً بالمثل القائل (التقليد الأعمى يضر). والحقيقة إنني أوافقه في هذا إذا كان ذلك صحيحاً، فتقليد مثل هذا البرنامج مضر فعلاً لأنه ليس البرنامج الأمثل ولا النموذج الأفضل كما أسلفت. ولكنني سوف أضيف مثلاً دارجاً أيضاً يقول: (ما يمدح السوق إلا من ربح به).. وإلا فما هي الميزة التي يتميز بها ذلك البرنامج عن غيره من البرامج الحوارية الصاخبة التي تعتمد على الإثارة التي ربما تكون ممجوجة أحياناً. ولعل أكبر دليل على ذلك ما حدث في برنامج المجلس بين الكابتن (حمود سلطان) حارس مرمى المنتخب البحريني سابقاً والإعلامي (جمال عارف) من عراك لفظي كاد أن يصل إلى حدّ التشابك بالأيدي، وما تبعه أيضاً بين عارف وعبدالرحمن أبو عوف. إن مثل هذا المشهد قلّ أن يُشاهد مثله في أي برنامج حواري مشابه، وما حدث ليس استثناءً، فربما تكرر ذلك في حلقات سابقة، ناهيك عن فاصل الرقص كما حدث في حلقة فارطة في بطولة خليجية سابقة. ولعل ما حدث في الحلقة التي كان أحد ضيوفها الكابتن (محمد كرم) الذي ربما تجاوز المسموح به من الإثارة المفتعلة التي تواكب البرنامج أحياناً دليل آخر على ما يشوبه من فوضى حوارية وخروج عن النص في بعض الأحيان. عموماً من أراد أن يقلد برنامجاً رياضياً ناجحاً فلا يذهب بعيداً، فما عليه سوى أن يشاهد البرنامج الذي يقدمه الإعلامي المتميز يعقوب السعدي في قناة أبو ظبي الرياضية. ولعلي أزعم أنه النموذج الأمثل للاستنساخ إذا كان لا بد من ذلك، فبرنامجه يتميز بالحوار الهادئ والطرح الجاد الهادف المبني على مفاهيم وقراءات جيدة للمشهد الرياضي بعيداً عن الصخب والمهاترات التي لا تثري البرنامج ولا تغري المشاهد.