يعتبر المركز الرياضي والذي تقوم ببثه شبكة أوربت أحد أهم البرامج الرياضية التي تعنى بالرياضة العالمية بشكل عام وبالدوري السعودي بشكل خاص، وعندما قررنا إجراء هذا التحقيق كنا أمام خيارين أولهما الترتيب المسبق مع مسؤولي البرنامج بعدة أيام ومفاجأتهم دون إنذار مسبق.. وكان الخيار الثاني هو الأنسب لعلمنا المسبق بأننا سنجد الترحيب والتعاون من الزملاء في المركز الرياضي من جهة.. ولأننا نطمح إلى نقل الصورة خلف الكواليس للقارئ الكريم دون أية إضافات ليس لها مبرر.. حيث تحدثنا بداية مع المنتج المنفذ للبرنامج الأستاذ محمد فؤاد العبدالمجيد والذي بدأ بقوله: (عندما قررنا إنتاج هذا البرنامج اخترنا له مسمى المركز الرياضي ولأننا نعي جيداً أهمية هذا الاسم وشموليته حاولنا ومن البداية جاهدين أن تكون تغطية البرنامج لكل المنافسات الرياضية المحلية والعربية والعالمية ليكون بالفعل اسماً على مسمى، والبرنامج يبث خمسة أيام في الأسبوع ولمدة ثلاث ساعات متنوعة تشمل فقرات ثابتة والتي تواكب المنافسات الرياضية المعروفة كالاستديو التحليلي والساعة العالمية واستديو التحكيم، وهناك الفقرات والتقارير التي تواكب أحداث رياضية وقتية كبطولة رياضية أو حدث معين كتغطيتنا لرالي حائل الذي أقيم مؤخراً). وعن مونتاج البرنامج وتنفيذه والخطط التطويرية المستقبلية قال: (بالنسبة للمونتاج فهناك فقرة التحكيم، فمثلاً يبدأ الإعداد لها من انطلاقة المباراة بمتابعة المخرج والمصورين لأهم أحداث المباراة بلقطات متنوعة ومن زوايا مختلفة ومن ثم يقوم الأستاذ جاسم مندي وباقي الزملاء باختيار الفقرات التي سيتم الحديث عنها وكذا الأمر في فقرة التحليل والساعة العالمية.. ونحن لدينا طاقم كبير من الفنيين والمعدين ولكن بالرغم من ذلك يعتبرون قلة بالنسبة للجهد المبذول، وعن الخطط المستقبلية فنحن كما يعلم الجميع جلّ تغطياتنا تتركز على الدوري السعودي بسبب حصولنا على حقوق بثه ولكن في نفس الوقت نعمل جاهدين على تغطية الأحداث الرياضية العربية بشكل أكبر وننوي كذلك عمل شبكة تقنية تقوم بإعداد التقارير الإقليمية والعالمية في المراكز هناك ومن ثم إرسالها للمركز جاهزة). وعن ساعات البث من الثامنة إلى الحادية عشرة والتي تعتبر سيئة بنظر أغلب المتابعين ذكر الأستاذ محمد أنهم مرتبطون بحجوزات مسبقة للربط الفضائي هذا من الناحية التقنية، أما من الناحية الإعلامية فهذا الوقت يعتبر ممتازاً جداً لكسب أي سبق صحفي. وبعد ذلك انتقل الحديث إلى مشرف الإعداد الأستاذ فهد المطيري والذي أكد حرصه وزملائه المعدين منصور الجبرتي وصالح الصالح ورياض المسلم الحفاظ على هوية البرنامج ومواكبة أهم الأحداث الرياضية بمنهجية واضحة وأن هناك اجتماعات دورية بينهم كمعدين لاختيار الضيوف ولكل معد حرية اختيار ضيوف الحلقة التي يكون مسؤولاً عنها، وذلك للبعد عن البيروقراطية الإدارية والتأخير في الإعداد خصوصاً وأن الأحداث الرياضية تحتاج أكثر من غيرها إلى سرعة التنفيذ لمواكبة الأحداث بشكل جيد. وعن اتهام البعض لهم بافتعال المشاكل لخلق الإثارة في البرنامج قال المطيري: (البرنامج ومنذ بداياته يسير على خط معين حتى في اختيار الضيوف فنحن نبحث عن صاحب العلاقة والاختصاص ونحاول دائماً احتواء المشاكل وتقريب وجهات النظر كما حصل بين الأستاذ عبدالله الدبل ونادي الاتحاد حيث قمنا بحل المشكلة وعلى الهواء مباشرة، كذلك فعلنا مع الأمير فيصل بن عبدالرحمن وعساف العساف على الهواء من أجل اذابة جليد الخلاف بينهما والمواقف في هذا الجانب كثيرة وهذا أحد الأمثلة.. أما ما يحصل خارج هذا النطاق فهو يكون من باب المصادفة وإدارة القناة حريصة على عدم حصول أي مهاترات في البرنامج، ونحن نعطي لضيوفنا الحرية في قول ما يريدون لأنه يمثل وجهة نظره هو ولا يمثل وجهة نظر القناة التي تحرص على الحياد وفي القضية الأخيرة والتي حصلت بين اثنين من الزملاء الإعلاميين كان الحديث في ساعة الصحافة عن قضية من أهم القضايا وقمنا بالاتصال بصاحب الاختصاص لإثراء الموضوع أكثر ولكن فوجئنا بما حصل وأؤكد أننا لا نبحث عن هذا النوع من الإثارة). وعن اختيار الضيوف والتي يصفها البعض بالتحيز قال: (هناك ضغوط إعلامية من بعض الصحف تتهمنا بعدم الإنصاف لأن أغلب ضيوفنا من مدينة الرياض ولكن نحاول جاهدين استضافة خبراء من باقي المناطق ولكن نتفاجأ دائماً باعتذار الضيوف إما لظروف الطيران أو ظروف الضيوف العملية وهذا خارج عن إرادتنا بل إن بعضهم يتهرب وبنفس الوقت يدعي رفضنا لاستضافته). أما المعد منصور الجبرتي والذي كان مسؤولاً عن الإعداد في لحظة تغطيتنا لهذا التحقيق رافقناه للتعرف أكثر على العمل الأهم في البرنامج وهو الإعداد وطلبنا منه إيضاحاً أكبر لدور المعد في العمل خصوصاً وأن عمل المعد يخفى على كثير من متابعي البرامج فقال: (المعد يعتبر هو الجندي المجهول لأي عمل ونجاح أي برنامج يعتمد في الأساس على المعد، فالمشاهد الكريم لا يشاهد إلا نتاج عمل المعد الذي قد يستغرق منه وقتاً طويلاً ربما يمتد لثلاثة أيام.. فالمعد في البداية يحدد ويختار رتم البرنامج الذي يكون ممتعاً للمشاهد ويقوم باختيار التقارير بالتشاور مع المذيعين ويجري الاتصالات مع الضيوف سواء محلياً أو دولياً، ومن ثم يتولى باقي المهام من خلف الكواليس ويشرف عليها بالتعاون مع الزملاء إلى أن تنتهي الحلقة). وبالنسبة للمركز الرياضي والذي يتناول على إعداده أربعة إعلاميين يقول: (نحن نبحث دائماً عن أهم القضايا فعندما يكون فيه مشكلة في أحد الأندية نحاول أن نبحث في هذه القضية مع أحد إداريي النادي الكبار حتى نصل إلى أصل المشكلة وهذا ما يبحث عنه المشاهد وفي المقابل أيضاً عندما يحصل ناد على ثلاث بطولات في موسم واحد لا نستطيع أن نغفل هذا الإنجاز ونحاول استضافة أكبر قدر ممكن لمواكبة هذا الحدث). وعن صحة ادعاء البعض بأن المركز الرياضي تحكمه الميول قال (كل صحيفة تتهم بأنها تنحاز لناد معين، وكذلك القنوات تتهم بتحيزها ونحن نسمع هذا الكلام كثيراً ولكن عندما تبحث عن مصداقية هذا الكلام تجده أنه لا يستند على أي دليل فنحن استضفنا رؤساء أندية ولاعبين ومدربين من الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب.. ومن كل الأندية، أما الإعلاميون فلا أعتقد انه من اللائق ان يصنف الإعلامي أو أية وسيلة إعلامية بأحادية الميول). وعن نوعية الأخبار التي يتم التطرق لها في فقرة الصحافة (لدينا سبع صحف ولا نستطيع ان نأخذ من كل صحيفة أكثر من خبر أو مقال واحد لضيق الوقت خمس وأربعين دقيقة بالإضافة للفواصل الإعلانية.. إضافة إلى ان هناك أخبارا نتحدث عنها قبل صدور الصحف بيوم فلذلك لا يصح ان نتحدث عنها عبر ما كتبته الصحف ونحن سبقناهم بذلك بيوم). أما معد فقرة الأخبار العالمية الأستاذ محمود ماضي والذي يتحدث العديد من اللغات أكد ان الالمام بالعديد من اللغات هو عامل مساند مهم في نجاح الفقرة التي يتولى إعدادها ويقول: (نحن نعتمد في الفقرة العالمية على وسائل كثيرة منها خدمة sntv وهي تبث أهم الأحداث الرياضية العالمية، ولكن اعتمادها عليها ليس أساسيا لأنه كما يعلم الجميع هناك حقوق البث والنشر ونحن نحاول ان نسلط الضوء على أهم البطولات والتي لا تملك أوربت حقوق بثها كالبطولات الأوروبية وتصفيات كأس العالم، بالإضافة للألعاب المختلفة، فهذه الفقرة عبارة عن ساعة متنوعة فهي منفذ لمتابعي المركز الرياضي للتعرف على آخر أخبار الرياضة في جميع أنحاء العالم). أما عن اللغات التي يتحدثها فهي بالإضافة للعربية الأسبانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والبرتغالية. بعد ذلك، كان لابد لنا من وقفة مع فرسان البرنامج الثلاثة ياسر علي ديب مقدم فقرة الرياضة العالمية وكذلك تحليل الدوري السعودي ومحمد السقا الذي يقوم بإجراء الحوارات في المركز الرياضي وماجد الحميدي مقدم فقرة التحكيم. كانت الوقفة الأولى مع صاحب فكرة البرنامج ومدير المركز الرياضي الأستاذ ياسر علي ديب والذي عرفه الجمهور العربي من خلال اطلالته على المشاهد العربي من خلال الفضائية السورية ومن ثم انتقل للعمل في شبكة أوربت تحدث عن بداية المركز الرياضي بقوله: (فكرة المركز الرياضي كانت بناء على طلب من إدارة أوربت بإنشاء برنامج رياضي يوميا يهتم بالأخبار الرياضية العالمية وتغطية الدوري السعودي، والفكرة كبداية لم تكن بتلك الصعوبة ولكن مرحلة التنفيذ هي التي كانت صعبة لأن البرنامج يتضمن العديد من الفقرات أي كأنها عدة برامج تبث من خلال برنامج واحد فقرة الصحافة مثلاً أو فقرة التحليل كل منهما تعد برنامجا مستقلا إضافة للقاءات وفقرة التحكيم فلذلك جمع كل هذه الفقرات ضمن برنامج واحد يعتبر شيئا صعبا خصوصاً وأنك تحاول ان تستوعب جميع الاتجاهات والتوجهات، فلذلك كانت متعة البرنامج تنطلق من هذا الجانب. وعن تشفير البرنامج وهل يحد من تواصل الجماهير الرياضية معهم وهل يؤثر ذلك على العاملين بالبرنامج قال: (نحن منذ بدأنا العمل في أوربت ونحن نعي تماماً ان أي عمل نقوم به هو لفئة معينة فقط وهي فئة مشتركي أوربت، ونحن سبق وان تشاورنا في عرض بعض الحلقات وكذلك بعض المباريات على القناة العامة وقمنا بذلك بالفعل في مرات قليلة وسعدنا كثيراً بالمتابعة الكبيرة ولكن يبقى المركز الرياضي برنامجا يبث عبر قناة خاصة وتحت تآلفنا مع هذا الوضع ونتقبله.. ولكن قبل ان ننظر للجانب السلبي لابد ان نبحث عن الإيجابيات فنحن كعاملين في هذا البرنامج زادت خبرتنا رياضياً وأنا شخصياً استفدت بالتعرف على الرياضة السعودية بشكل أكبر فعندما كنت أقدم برنامجا في الفضائية السورية كان برنامجا مميزا وكنت وقتها استضيف العديد من الرياضيين واللاعبين السعوديين وعند انتقالي إلى أوربت كانت تربطني علاقات جيدة بالوسط الرياضي السعودي وزادت أكثر بعد انتقالي إلى أوربت، إضافة لذلك ان العمل في أوربت هو عمل احترافي حقيقي يساعد أي مقدم على التألق والنجاح فلذلك هي حلم لأي معلق أو مقدم). أما الإعلامي محمد السقا وهو أحد أقدم المذيعين في أوربت فيقول (قبل ان أتحدث عن المركز الرياضي يجب ان يعرف الجميع ان هذا البرنامج الناجح كان نتاج سنوات من الخبرة والعمل الاحترافي المميز، عندما انتقلت من التلفزيون السعودي وبدأت بالعمل في أوربت في عام 1995م كنا نقوم بتغطية المباريات المحلية الكبيرة فقط وكان جل عملنا ميدانيا وبإمكانيات محدودة جداً حتى عام 1999م عندما دخلنا في مرحلة جديدة من العمل الاحترافي المتقن، فلذلك عندما بدأ المركز الرياضي كانت تلك لبداية قوية ومميزة وواكبت حصول القناة على النقل الحصري لمباريات الدوري السعودي). وتطرق السقا للجهود الجبارة التي تبذل من أجل نجاح البرنامج من قبل المعدين والفنيين إضافة إلى الترتيب الجيد بينه وزملائه مدير المركز ياسر علي ديب وماجد الحميدي وإيجاد حالة من التناسق والتفاهم فيما بينهم كمقدمين لا يحس معهم المشاهد بأي خلل في البرنامج في حال غياب أحد منهم لظروف خاصة، وعن الحوارات التي يجريها قال (نحاول استضافة كل رؤساء الأندية والمسؤولين واهتمامنا ينصب بمتابعة أهم القضايا المطروحة في الوسط الرياضة، ونحن لا نفتعل الإثارة بل نبحث عن الإثارة الحقيقية، وبعض الضيوف يكون لديه بعض التحفظات ونقاط لا يود التطرق لها ونحن نحترم رغبات ضيوفنا وبنفس الوقت نعمل على الالمام بكل القضايا بشكل كامل من خلال عمل المداخلات الهاتفية مع أي شخص ذي صلة بموضوع النقاش وكذلك مع الجماهير الرياضية). أما المقدم ماجد الحميدي والذي يقدم فقرة التحكيم والتي حققت نجاحاً كبيراً مع المحاضر الدولي والحكم الدولي السابق البحريني جاسم مندي تحدث في البداية عن انتقاله من التلفزيون السعودي إلى أوربت (انتقالي لأوربت هو شيء طبيعي يمر به أي مقدم يعمل في تلفزيون حكومي لأن المسألة في النهاية عرض وطلب والقنوات التجارية تبحث عن المقدمين الجيدين، وكان انتقالي عبر عرض قدمته أوربت وأنا قدرت هذا العرض وقبلت به لأنه سيضيف لي الشيء الكثير، ومن يعتقد ان انتقالي كان من اجل العرض المادي فقط اعتقد انه يغالط نفسه صحيح ان المادة تعتبر مهمة لكن الأهم في الموضوع ان الانتقال لأوربت هو شهادة نجاح لأي مقدم، لان أوربت إلى جانب العمل الاحترافي والتقنية العالية تجد فيها مبدأ الثواب والعقاب فالخطأ نحاسب عليه وكذلك التميز تثاب عليه بعكس القنوات الحكومية والتي لو أخطأت أو أبدعت فالأمر فيها سيان) وعن المركز الرياضي وفقرة التحكيم قال الحميدي (برأيي لو أن البرنامج كان يعرض بدون تشفير لن تشاهد الجماهير أي برنامج آخر تبثه الفضائيات وهذا ليس تحيزاً ولكن لأن البرنامج أثبت بالفعل أنه بالصدارة من خلال الجوائز والاستفتاءات التي أجريت، ونحن نعترف أن لنا أخطاء كغيرنا ولكن نحاول تصحيح تلك الأخطاء سريعا احتراما لمشاهدي أوربت، أما بالنسبة لفقرة التحكيم فاختيار جاسم مندي هو بحد ذاته نجاح لأنه أولا من بلد شقيق وهذا أكسبه الحيادية إضافة إلى مقدرته على الشرح والإقناع وإيصال المعلومة بأقصر الطرق، وقد يقول البعض انه يقسو كثيرا ولكن قسوته تكون بأدب ومن غيرته على الحكام والتحكيم فلذلك تكون آرائه دائما محل تقدير الجميع). وهكذا نكون قد سلطنا الضوء على برنامج يعد وبحق مفخرة للرياضة والرياضيين بحياديته وشموليته وأنموذج تقتبس منه البرامج الأخرى الأفكار والتقنيات العالية، والبرنامج وبالرغم من أنه حكر على المشتركين فقط إلا أنه بات ينافس جميع البرامج الرياضية وبشهادة جميع المتابعين. من خلف الكواليس ٭ الزميل منصور الجبرتي كان له الفضل بعد الله في تسهيل جزء كبير من مهمتنا بالرغم من إنشغاله بالاتصالات والترتيب للحلقة. ٭ أبدى الكثير من العاملين بأوربت انزعاجهم من اعتذار احد الضيوف قبل وقت قليل من البرامج وأكدوا تكرر هذا الموضوع بشكل مستمر. ٭ مازح الزميل ياسر علي ديب الكابتن يوسف خميس وقال له سأدعك تتحدث كثيراً اليوم لأنني أشعر بالإرهاق.. وربما يعد هذا اعترافاً من الزميل ياسر بأن المقدم لايترك فرصة للضيوف بالحديث. ٭ أن يكون البرنامج على هذا القدر من الجودة ويكون خلفه جيش متكامل أغلبهم من الشباب السعودي فهنا يحق لنا الإحساس بالفخر.