فاصلة: (الزراعة أقل تعباً من الحصاد) - حكمة ألمانية - كتب الزميل بدر آل سعود مقالاً قديماً لكنه مهم في عكاظ في 2-8-2010م وأعادته إلى الذاكرة الزميلة نائلة عطار في «تويتر». تساءل الزميل بدر في مقالته «سعوديات في الصحافة». ماذا قدمت الصحافة السعودية للصحافيات، أو ماذا قدمن لتطوير الدور الصحافي للمرأة، وما هو أرفع منصب وظيفي حقيقي، يمكن أن تصل إليه الصحافية في السعودية، ثم هل يوجد تاريخ نسائي للصحافة أو تمييز ضد الإعلاميات السعوديات؟ ولأنها أسئلة مهمة فسأحاول الإجابة عليها، فعن الصحافة السعودية وماذا قدمت للصحافية فأعتقد أنها أعطتها الوظيفة ولكن دون تدريب حقيقي وأعطتها مناصب لكن دون تمكينها من صنع القرار في المؤسسة. أما عن أرفع منصب للمرأة في الصحافة فلدينا رئيسة تحرير لمجلة ومديرة تحرير لصحيفة يومية، وعلى الرغم من أن المناصب علمياً تكون مؤشراً على تمكين المرأة إلا أنها لدى مجتمعنا وفي عالم الصحافة ولأنها دون صلاحيات فلا قيمة لها إلا فيما ندر. وكما تشير د. نعومي صقر من جامعة وسمنستر ببريطانيا في مقالة علمية عن المرأة السعودية بأن أعداد الصحافيات التي تتزايد في السعودية لا تشكل أي مؤشر لتحسين وضع ومكانة المرأة السعودية. وأما عن سؤال الزميل إن كان يوجد تاريخ للصحافة، فنعم يوجد بدايات للمرأة السعودية منذ الخمسينيات الميلادية حسب معلوماتي التي جمعتها قبل أعوام وحسب ما أشارت إليه د. هتون الفاسي في مقالتها «هل هناك نسوية سعودية» ضمن إصدارات تجمع الباحثات اللبنانيات ومركز دراسات الوحدة العربية 20012 ان الوعي النسوي ارتبط بالكتابة، فقد نشرت لطيفة الخطيب مقالات لها كأول سعودية تنشر باسمها الصريح عام 1951م. كما نشرت ثريا قابل مقالاً في مجلة قريش عام 1959 تناقش فيه «النساء ناقصات عقل ودين». أما عن التمييز ضد الصحافية فهو جزء من التمييز ضد المرأة، فهي لا تحظى بنفس فرص العمل أو التدريب أو حضور المؤتمرات الصحفية خارج البلاد كما تتاح للصحفي الفرص. غير أنه كان بودي أن يتساءل الزميل بدر عن تأسيس الصحافية السعودية، إذ تأخر لدينا افتتاح أقسام للإعلام للبنات في الجامعات، كما أن المؤسسات الصحفية لا تهتم بتدريب الصحافيات وتأهيلهن. وبالتالي فإن المجتمع لا يثق بالصحافية استناداً على معرفته بضعف تخصصها العلمي وتأهيلها المهني ولذلك لا ينتظر منها أن تقدم شيئاً. البداية الحقيقية لتأسيس الصحافيات السعوديات تبدأ من التعليم والتدريب وما عدا ذلك فوجود الصحافية في المؤسسات الصحافية واجهة لن تستمر طويلاً، هناك جيل قادم لن يقبل إلا بأن يكون شريكاً في التنمية. [email protected]