عاشت مدينة الرياض ليلة من ليالي قصص شهرزاد من خلال معرض (أعمال) رسامة الكتب (المنمنات) أولغا دوجينا التي افتتح معرضها تحت عنوان «ألف ليلة وليلة» - دون ضجة رسمية وفلاشات صحفية - مساء الاثنين من هذا الأسبوع. حضرت أولغا مع زوجها ومعلمها الرسام أيضاً «أندريه دوجين» وهما يُشكّلان ثنائياً ناجحاً في مجال المنمنات والرسوم المصاحبة للكتب، إذ تُعد هذه المجموعة واحداً من مشاريع عدة عملها الاثنان، إما بشكل فردي، أو معاً مثل عملهم في الرسوم لمحتوى فيلم «هاري بوتر وسجين أزكبان» 2003-2004، كما تم تكليفهما بعمل الرسوم الإيضاحية لكتاب مادونا الرابع تحت عنوان «مغامرات عبدي/آبدي». ولعل روح الرسوم الإسلامية منذ مئات السنين المستمدة من الفنون والرسوم المغولية والفارسية، بل حتى تلك الرسوم العثمانية المتأخرة، كانت واضحة في مواضيع وتفاصيل وعناصر الرسوم الزخرفية، إلا أن أولغا قد عالجت تلك الرسوم بالتعليم المعاصر الذي تلقته كفنانة تمرّست في معاهد فنية غربية، فتجد حلول المنظور وجودة التكوين ناضجة بنضج تطور الفنون الغربية ذات الأصول الفنية الإغريقية، كما أن معالجة اللون وإن غلبت فيها الألوان الحارة كما الرسوم التوضيحية الإسلامية، ألا أنها تزينت بدرجات من الألوان الباردة التي تتناسب مع خلفية أولغا البيئية والثقافية. إن الدقة في تفاصيل تلك الرسوم تتطلب مهارة وأداءً لا يأتيان إلا من خلال موهبة تم صقلها بالتدريب المتواصل مع حب، بل عشق لهذه الفنون التي قد تستغرق أياماً وأشهراً، بل وسنوات لإنجازها، وهذا ما يتوقعه متذوقو الفنون من خلال زيارة المعارض أو الاطلاع واقتناء الأعمال الفنية، يريدون أن تكون جزءاً من تلك التجربة الإنسانية الإبداعية ماثلة من خلال عمل فني قد لا يتجاوز 10×10 سم! لن أستطيع نقل التجربة، لكن بإمكانكم إما زيارة المعرض قبل نهاية العرض، أو اقتناء الكتاب من المكتبة، أو مجرد البحث في قوقل عن (Olga Dugina الجزيرة Andrej Dujin). [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية