الشعر فصيحه وشعبيه بأغراضه -المتعارف عليها- أشبه بأعماق البحار والمحيطات بلؤلؤها وجمالها الحالم، ولطالما كان -التجلّي- بالشعر للمتلقي لا يقل كثيراً عن تجلي الشاعر نفسه، خصوصاً لمن يتذوق الشعر ويفهم أصغر تفاصيل ما يرمي إليه الشاعر في معناه، ولكن ولسبب (ما) فُسِّر ذلك مراراً وتكراراً- بالاستناد لفرضيات، وآراء انطباعية، واجتهادات إنشائية، (أبعد ما تكون عن النظريات الثابتة والمعاني المحددة الحاسمة) فامتد -ألم الذكرى- للمتلقي.. سواء قارئ النص، أو المستمع إليه مُغَنَّى بشدو صوت شجي، أو لمن يُنصت لإلقاء نص رائع حتى لو كان ذلك بعيداً عن مؤشرات أداء حنجرة فنان شجيّة.. وأتساءل هنا كيف تتوحد الأرواح في صدى ذكرى قد لا تعني إلا أطرافها..؟! يقول الشاعر الشريف الرضي: أَنَا الذي إِنْ بَكَى وَجْداً فَحُقَّ لَهُ كَمْ بَيْنَ بَاكٍ مِنَ الْبَلْوَى وَغِرِّيْدِ ثم إن الذكرى وتحديداً -المؤلم منها- تتقزم أمامها كل المؤشرات بما فيها (الصمت)، هذا إن لم (يؤججها).. يقول الشاعر ماجد الشاوي: نعم ذكرياتي في غرامك بغير حساب تمر السنين وصمتي أكبر من سنيني بل إن حتى التوجّس مما قد يكون ذكرى مؤلمة -فيما بعد- يكون له حضوره الاستشرافي.. وإن لم يكن (مُرحّباً به) كواقع عاطفي لا يُتمنى حدوثه.. يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن: ليه أحس إني وأنا أشوفك حزين وقلبي الليلة بهمّي ممتلي كانها الفرقا.. طلبتك حاجتين لا تعلمني ولا تكذب علي [email protected]