في حياة كل منا محطات ألم فراق من نحب، وقد تجف الدموع لسبب أو لآخر تبعاً لموقع الآخرين وموقعنا منهم، ولكن الفراق الذي لا يقبل تقسيم الألم وتجزئته في الزمان، أو المكان وهذه سنة الله في خلقه هو الموت - والموت حق - قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ومع أن النسيان نعمة ورحمة من الله بقلوب كل من يفجع بفراق من يحب ممن سبقوه إلى الدار الآخرة؛ لأنه يوماً - ما - سيلحق بمن سبقوه إلى دار البقاء من دار الفناء إلا أن لوقع وذكرى من نحب ألم تبعثه المواقف والذكريات وأكبر التفاصيل وأصغرها.. وقد جرّبت فراق أقرب الناس والدي سعود بن عبدالعزيز المتعب (رحمه الله) وغيري الكثيرون فقدوا أباءهم وأمهاتهم، فكما يقولون (الناس أموات عيال أموات).. يقول الشاعر كعب بن زهير: كل إبن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول ما دعاني للإشارة لما أشرت إليه موقف تتحشرج فيه دموعي كلما كان بيني وبين الوالد والشاعر الكبير عبدالله بن محمد السياري اتصال هاتفي؛ حيث ترجع بي ذاكرتي سريعاً لأحد أعز أصدقائي على الاطلاق الاعلامي خالد بن عبدالله السياري -رحمه الله- المشرف على صفحات الشعر في جريدة المسائية التي كانت تصدر عن مؤسسة (الجزيرة) فقد كان خالد -رحمه الله- أنموذجا مثاليا للسريرة النقية والأخلاق الفاضلة والسلوك القويم والقلب الكبير الذي أحب الجميع كما أحبوه، ولكَمْ ذرفت دموعي ودموع كل محبيه إذا اختلوا بأنفسهم كلما تذكروا من رحل كبيراً كما عاش كبيراً في مواقفه ومحطات رجولته المشرفة الكبيرة - رحمه الله. وقفة: للشاعر الكبير عبدالله السياري: على فقد (خالد) ونتي ونّة المطعون تكض العيون الدمع والحزن حاشرها أنا أظني أحيا ما بقالي وأنا محزون من الصدمه اللّي رب الأرباب خابرها [email protected]