اختتم الاجتماع الأول لملتقى الحوار العربي - التركي، المنعقد في قصر يلدز التاريخي بمدينة اسطنبول في منتصف ديسمبر الماضي. وقد أكد المشاركون في هذا الحوار على الدعوة إلى ترسيخ مبدأ الحوار البناء بين الثقافتين التركية والعربية الذي يعتبر الأساسي في ترسيخ السلام والتفاهم بين العرب والأتراك. وفي لقاء خاص بالجزيرة مع الأمين العام لهذا الملتقى الدكتور إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية الذي ركز فيه على أهمية الحوار الجاد والبناء بين الشعوب. واضاف هورموزلو أن ما ينقصنا هو الحوار الهادف وأن لا نكون أسرى شكوك الماضي ودعواته التحريضية. كما تحدث بإسهاب عن أهمية هذا العمل الطوعي الذي جمع أعضاء مؤسسين من تركيا ومختلف الدول العربية. * هل هناك أية مبادرة رسمية أو حكومية لهذا التحرك الجديد للجمع بين العرب والأتراك في ملتقى واحد؟ - كلا، إطلاقا، فكما ذكرنا في بياننا التأسيسي أن هذا الملتقى هو نتاج حركة طوعية شخصية تجمع الناشطين في مختلف البلدان العربية وتركيا في آن واحد. وقد أكدنا أننا لسنا معنيين بتوجهات جميع المنخرطين في هذا التحرك أو من سينضمون إليه مستقبلا من الناحية السياسية أو الأيديولوجية. هم ببساطة يركزون على مبدأ الحوار الهادف للتقريب بين العرب والأتراك في نطاق الأطر الحضارية المعاصرة. * كيف بدأت الفكرة، وكيف تم تحقيقها؟ - لقد كانت هذه الفكرة تراود الكثيرين من الناشطين العرب والأتراك الذين التقيهم، وكان الكثيرون ينادون بضرورة إنشاء ملتقى حضاري بعيدا عن الأطر الرسمية والبيروقراطية للحوار بينهم. ولذلك أستطيع القول ان هذا التحرك نابع عن فكرة جماعية. ولكن كان من الضروري البدء بخطوة أولى. وقد توليت دعوة بعض الأصدقاء وكلما عرض علي اسم جديد رحبت بذلك، أي أن تأسيس الملتقى الأول كان عفويا لم نختر فيه الأسماء بضوابط معينة. قلنا بعد ذلك ان الملتقى مفتوح لكل من يريد الانخراط وتوسيعه دون النظر في أصول بلده أو توجهاته أو أفكاره. ما سيجمعنا فقط هو التأكيد على ضرورة الحوار وخدمة هذه الأهداف. * هل يعني ذلك أن الملتقى سيتوسع؟ - نعم بالتأكيد، أتمنى شخصيا أن يبلغ عدد المنخرطين المئات بل الآلاف وندعو المفكرين والصحفيين والأدباء والسياسيين والجمعيات والمنظمات الفكرية لتبني هذا المشروع والانطلاق به إلى آفاق أرحب وأوسع. * إلى ماذا يدعو الملتقى بالتحديد؟ - يدعو إلى مشروع حوار سنوي للمظلة الكبرى يحضره المهتمون بصفاتهم الشخصية من أجل تعزيز الحوار العربي - التركي في جميع المجالات وبخاصة الثقافية والعلمية والتعليمية والاقتصادية من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من الدروس، ويدعو إلى تعميق الفهم الإيجابي المشترك بين العرب والأتراك في إطار تحرك حضاري مستنير يدعو إلى الألفة والمودة والتعاون ونبذ الدعوات التحريضية التاريخية والمعاصرة التي تبحث عن المختلف المعطل أو تضخيمه وبدلا من ذلك التطلع إلى آفاق رحبة من المودة والألفة والتعاون. * هل وردت مؤشرات لاحتضان هذا المشروع من أية جهة؟ - نعم لقد أعلمتنا بعض الجهات الفكرية في بلدان عربية مختلفة بأنها مهتمة بهذا الأمر وعرضت تنظيم بعض اللقاءات الموسعة من قبلها، ونحن نرحب بهذه الدعوات غير المشروطة حيث إن ما يهمنا هو تعميق جو الحوار ليس إلا. وهناك عرض لإصدار كتاب خاص يحتوي العديد من الدراسات والمقالات والأبحاث التي تنصب على هذا الشأن. وقد أعلمنا الجامعة العربية أيضاً وبعض الجهات الأكاديمية والفكرية بتوجهاتنا ونرحب بدعم الكل. * ما هي الأسس الرئيسية التي وردت في بيان الملتقى؟ - البيان يدعو إلى مشروع حوار سنوي مشترك يحضره المهتمون بصفاتهم الشخصية من أجل تعزيز الحوار في مختلف المجالات ويدعو إلى تعميق الفهم الإيجابي المشترك في إطار تحرك حضاري مستنير يدعو إلى الألفة والمودة والتعاون ونبذ الدعوات التحريضية التاريخية والمعاصرة التي تفرق بين الشعوب. كما يدعو الملتقى إلى عقد مؤتمرات ومنتديات ثقافية مشتركة وإلى التوسع في تعليم اللغة العربية في تركيا وإتاحة الفرصة لتعلم اللغة التركية في بعض المعاهد العربية وتشجيع حركة الترجمة والنشر وتنظيم حوارات صحفية وتلفزيونية، كما أننا ندعو لتنقية المفردات الدراسية لدى الطرفين من أية مواد تسيء إلى العلاقة التاريخية والحضارية بين الشعوب. * هل كان هناك إسهام فاعل من قبل مثقفي الدول العربية في تبني المشروع؟ - نعم، بالتأكيد، ولا أنسى إسهام أخي وصديقي الدكتور عبد الإله السعدون من المملكة العربية السعودية في إغناء الملتقى بأفكاره النيرة وجهوده المتواصلة، كما أن أخوة آخرين من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت ومصر والأردن وفلسطين وتركيا قد ساهموا بشكل فعال في هذا الملتقى الذي نريده مظلة للحوار البناء والهادف ومثلا يحتذى به لفتح باب الحوار بين الشعوب المختلفة. *** مخرجات الملتقى أبرز نتائج اللقاء: - الدعوة إلى مشروع حوار سنوي مشترك يحضره المهتمون بصفاتهم الشخصية من اجل تعزيز الحوار العربي التركي في جميع المجالات. - تعميق الفهم الايجابي المشترك بين العرب والأتراك، في إطار تحرك حضاري مستنير يدعو إلى الألفة والمودة والتعاون. - دعوة برلمانيي وصحفيي ومثقفي الطرفين وكذلك المنظمات المدنية والفكرية والجامعات ومراكز الأبحاث لعقد لقاءات دورية لمناقشة أوجه التواصل الثقافي والاجتماعي. - عقد المؤتمرات والمنتديات الثقافية المشتركة سواء في تركيا والبلدان العربية أو عقدها في الدول الأجنبية للتعريف بهذه المفاهيم. - التوسع في تعليم اللغة العربية في تركيا في المراحل الدراسية المختلفة وتعليم اللغة التركية في البلدان العربية المختلفة. - تشجيع حركة الترجمة بين اللغتين العربية والتركية للمنتج الفكري بين الجانبين. - تشجيع الكتابات الصحفية في وسائل الإعلام المقروءة للحث على تأكيد المفاهيم الايجابية والعمل على ترسيخ أواصر الصداقة والأخوة بين الشعبين. - الدعوة إلى تنظيم برامج تلفزيونية حوارية ووثائقية، منفردة أو مشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة. - الدعوة إلى تنقية المفردات الدراسية في كلا الطرفين من أية مواد تسيء إلى العلاقة التاريخية والحضارية بين الشعوب. - الدعوة إلى توسيع الملتقى العربي - التركي وفتح باب الانتساب إليه لكل من يؤمن بهذه المبادئ ويسعى إلى تحقيقها. كما قرر المجتمعون تشكيل أمانة عامة مؤقتة، تناط مسؤولياتها حاليا إلى (الأستاذ إرشاد هرمزلو كأمين عام، والأستاذ صالح القلاب كأمين عام مساعد) من اجل متابعة أعمال الملتقى، على أن يتم انتخاب الأمين العام والأمناء المساعدين، من قبل الهيئة العامة بعد تأسيسها من خلال توسيع هذا الملتقى لاحقا.