عبر معالي وزير الخارجية الجابوني السيد ايمانويل ايسوزنغوند عن بالغ سعادته وسروره بما شهدته العلاقات السعودية الجابونية من قفزات كبيرة ونقلات نوعية مرت بها على مدى ثلاثين عاما منذ تأسيس العلاقات، مؤكدا أن المملكة صديق مهم وحليف مؤثر لا على الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى الدولي.. جاء ذلك خلال لقاء صحيفة الجزيرة معه بمناسبة توقيع الاتفاقية العامة بين المملكة العربية السعودي وجمهورية الجابون... فإلى لقاء معالي الوزير: * بداية معالي الوزير يسعدنا ان نرحب بكم بصحيفة الجزيرة ونتمنى ان يكون هذا اللقاء فيه الكثير من الفائدة والمتعة للقراء؟ - دعني أعبر لك في البدء عن سروري وسعادتي باستضافتي لعمل لقاء بصحيفة الجزيرة العريقة، وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي لأحدثكم عن العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين المملكة العربية السعودية وجمهورية الجابون، فلقاء السياسيين شيء رائع ولكن اللقاء مع الإعلاميين لهو شيء أكثر روعة، حيث يتاح لنا اطلاع أصدقائنا على العديد من المعلومات والبيانات المهمة والقيمة. * بدأ معاليكم منذ الأمس زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية فما الهدف من هذه الزيارة وماهي أبرز المحاور والموضوعات التي تم نقاشها مع القيادة السعودية؟ - إن الهدف الرئيسي من الزيارة للمملكة العربية السعودية هو توقيع الاتفاقية العامة بين المملكة والجابون، حيث مثل الجانب السعودي في توقيع الاتفاقية زميلي معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية، والحديث عن العلاقات السعودية - الجابونية يعني العلاقة الأزلية والقديمة، واليوم أضيف لهذه العلاقة قفزة جديدة ونقلة نوعية لتوطيد العلاقات بين البلدين الصديقين اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. * قام مؤخرا صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودي بزيارة لدولة الجابون فما أثر هذه الزيارة على العلاقات بين البلدين وما أهم النقاط التي تم تدولها أثناء الزيارة؟ - إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودية لجمهورية الجابون بالفترة الماضية كان له أبلغ الأثر في زيادة أواصر العلاقة بين البلدين، حيث أجرى سموه عددا من اللقاءات والمشاورات مع القادة والمسؤولين الجابونيين وتم تخصيص جزء كبير من هذه الزيارة لدراسة كيفية تعزيز الاستثمارات السعودية بالجابون في شتى المجالات كالصناعات البنى التحتية والطاقة وغيرها من مجالات الاستثمار، كما لا يفوتني أن أشير إلى الكم المهم من الاتفاقيات التي وقعها سمو الأمير مع مختلف الجهات الجابونية التي ستفتح آفاقا جديدة من سبل التعاون والتبادل بالمستقبل القريب. * العلاقات السعودية - الجابونية علاقات أزلية وقديمة بدأت منذ عام 1974م فهل لكم أن تحدثونا عنها وتحيطوننا كذلك بأهم النقلات التي مرت بها؟ - كما ذكرت سابقا حيال أصالة وقدم عهد العلاقات بين البلدين والسؤال الذي يطرح الآن على الدبلوماسية بين البلدين لهو عن ماهية أبرز النتائج التي ظفرت بها العلاقات بعد مرور ثلاثة عقود من الزمن على تأسيسها ويمكنني أن أصنف تلك النتائج المحققة إلى نوعين, فهناك الميدان السياسي والدبلوماسي وكذلك الميدان الاقتصادي والثقافي، ففي ما يتعلق بميدان السياسة والدبلوماسية فجميع ما تم تحقيقه من أعمال ومهام في هذا الحقل ليصل لأعلى معايير الرضا والنجاح، أما فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية والاقتصادية هناك العديد من المشروعات والأعمال التي تم إنجازها مع ثقتنا التامة بقدرة الجانبين على إضافة وتحقيق المزيد, وللمملكة العربية السعودية الكثير من الإسهامات التنموية والثقافية والاجتماعية بدولة الجابون فقد شيدت الكثير من المدارس التعليمية وقدمت المنح التعليمية لأبنائنا للدراسة بالجامعات السعودية وبنت المساجد والمراكز الإسلامية بمختلف المدن الجابونية وغيرها الكثير من الإسهامات والمشاركات السعودية. * في عام 1995م فتحت المملكة سفارتها في الجابون فكيف رأيتم أثر ذلك على دفع العلاقات قدما بين البلدين؟ - لاشك أن لهذه البادرة الأثر الكبير بدفع العلاقات بين البلدين, ولاسيما أن عمل السفراء بكفاءة واقتدار على تطويرها وتنميتها، ووجود السفير السعودي بالجابون يسهل عملية التواصل بين المسؤولين والمستثمرين كما أنه يسع الحكومة الجابونية أن تحصل على المعلومات الوافية عن المملكة من خلال سفارتها هناك, وهذا ما جعلنا على اطلاع ومعرفة بالخبرات والتجارب السعودية في جميع التخصصات. * معالي الوزير هل لك ان تعرف القراء بحجم التبادل التجاري السعودي الجابوني الذي خصص من الاتفاقية حيز مهم فيه؟ - إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الجابون علاقة توصف بالممتازة في الجانب السياسي والدبلوماسي، وتأتي بعدها من حيث الترتيب العلاقات الاقتصادية التي نطمع في زيادتها وهذا هو هدفنا الحالي وكذلك أن نستقطب رؤوس الأموال السعودية والسياح أيضاً، فالمتأمل إلى أرقام التبادل التجاري يلاحظ أن نسبة الإنجاز تعتبر متدنية مقارنة بغيرها من أطر التعاون فأبرز الصناعات المستوردة من المملكة هي كالآتي: المكائن الكهربائية، القطع الميكانيكية، الأثاث, المواد الغذائية، مواد البناء، الحديد وقطع غيار السيارات، أما أبرز المواد التي تستوردها السعودية من الجابون فهي: الخشب وأنواع المعادن المختلفة خاصة المجانيزيوم. * هل لمعاليكم كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟ - كل ما أستطيع قوله هو أنني شرفت بعمل هذا اللقاء حيث هي المرة الأولى لعمل حديث مع صحيفة سعودية، وأنا سعدت بالحديث عن وطني لقرائكم وأوطد العلاقة بين المملكة والجابون، ففخامة رئيس الجمهورية الجابونية يسعى لهدف بأن يجعل الجابون دولة متطورة يقصدها الناس قبل عام 2025م وهذا بحاجة إلى دعم وتطوير اقتصادي بمشاركة أصدقائنا من مختلف دول العالم وبمقدمتهم المملكة العربية السعودية.