لا تستغرب اليوم وغداً عند مشاهدة أنواع مختلفة وغير متناسقة من (الخلاقين) بسبب موجة البرد القارصة! نحن معذورون؛ فثقافة الأزياء الرجالية لدينا بحمد الله بسيطة ولا تتجاوز في الغالب (الثوب والشماغ) وصلى الله وبارك، فنحن لا نعاني تركيب الألوان وتناسقها في الملابس! إذا ما استثنينا بالطبع ارتداء البعض ملابس (كاجول) غير رسمية بين الفترة والأخرى، ولكن هذه لا تعكس بالضرورة مقدرتنا على فهم لغة الألوان وتناسقها والتي يتم تشرّبها منذ الصغر ومع المراحل العمرية والمناسبات الاجتماعية وتنوّع الملابس! المسألة فيها رحمة لنا نحن معشر الرجال، لأنني أعتقد أن المرأة لو كان لها من الأمر شيء في مسألة (تلبيس) الرجل واختيار أزيائه في ثقافتنا لرأينا العجب العجاب، والحمد لله أن ربي ساترها معنا ومسألة (أزياء الرجل) شبه متفق عليها! خذ عندك مثالاً بسيطاً لمعاناة بعض الرجال الذين يرافقون زوجاتهم في الأسواق، حيث تقطع المرأة مسافات طويلة متنقّلة بين المحلات، ماشية ومهرولة (بطريقة ماراثونية) لا تراها إلى في الأولمبياد، تدخل في جدال وصراعات ومفاوضات متعددة حول السعر والمقاس واللون، وتحاول استرجاع الذاكرة بأن هذه القطعة لم يسبق مشاهدتها، وقد يصل الأمر إلى إرسال صورتها (بالواتس أب) والاستعانة بصديقة، وفي نهاية المطاف لا تشتري شيئاً لأن السوق ما فيه شيء زين؟! أشك أن مرافقة المرأة أثناء التسوّق (قطعة من العذاب والعقوبة) وأرجو أن يكون ذلك تكفير ذنوب للزوج! أشهر من يعاني اليوم من تدخل زوجته في اختيار ملابسه بحسب ما نقلته يونايتد برس عن صحيفة (ديلي ميرور) هو رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون! الصحيفة نقلت عنه الأربعاء عند استقباله لمصممي الأزياء البارزين في بريطانيا اعتذاره عن أي أخطاء في ارتداء الملابس يتم انتقاده فيها عبر الصحف معلّلاً أن زوجته سامانثا (لا تسمح له بالنظر ملياً في مخازن الألبسة حين يذهبان للتسوّق، وتضعه في غرفة تجريب الملابس وتقوم باختيار الملابس وتمريرها له مثل من يمرر الطعام لسجين)؟! إنها السلطة النسائية الأقوى دائماً فيما يخص اختيار الألوان والأزياء في كل الثقافات تقريباً! ألا تستحق نعمة (الثوب والشماغ) الشكر يا لربع؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]