يبدو أنّ لصوص عام (2012م) أكثر غباءً من سابقيهم بسبب النظافة والتنظيم الذي يقود للمهالك، ففي السابق كانت القاعدة الشهيرة (كل فطير وطير) لها قيمتها كناية عن الذكاء وسرعة البديهة وعدم ترك أي أثر, أما اليوم (فاللصوصية في خطر)..؟!. السارق الصيني (تشاينغ) مثلاً كان لصاً مُنظماً يدوّن جميع سرقاته المتخصصة في الدراجات النارية في (كتاب مذكراته)، حيث يذكر نوع الدراجة التي سرقها ومواصفاتها والمبلغ الذي تحصّل عليه، وفقاً لصحيفة (تشاينا ديلي) التي ذكرت أنّ الشرطة اعتقلته بينما كان يهم بسرقة الدراجة رقم (89) وهي مقفلة، عندما عرض على أحدهم مساعدته في حملها مقابل مبلغ من المال، لتكشف مذكراته المنظمة السرقات ال (88 السابقة)... لصوص آخر زمن ؟!. علماً أنّ مذكرات الكثير من اللصوص حول العالم تحوي (أعمالاً خيرية) عادة، لمحو الصورة (المهببة) فالواقع يُنسى بينما المذكرات المزوّرة ستبقى ؟!. أما اللص الغبي الثاني فكان يهم بسرقة ملابس وهي على حبل الغسيل، وعندما اكتشف أمره صاحب الملابس هرب ناسياً هويته في جيب سروال بنطلون كان ينوي ارتداءه، وقد قالت صحيفة (أدمنتون صن الكندية) إنّ الرجل أراد إعادة غسل ملابسه التي كادت أن تُسرق ليكتشف (هوية اللص) بداخلها ويقدمها للشرطة.. النظافة تفضح أحياناً ؟!. وعلى سيرة النظافة وبعيداً عن (اللصوص) لازال جامعو القمامة في مصر يشعرون بالخطر والتهديد لمهنتهم التي ورثوها أباً عن جد، بسبب حملة (وطن نظيف) والتي تهدف لجمع القمامة بالمجان (كل صباح) بواسطة متطوعين من حزب (العدالة والحرية) عبر فرز (المواد الصلبة) في أكياس سيتم توزيعها عليهم مجاناً لإعادة تدويرها..!. أكثر من (3 ملايين زبّال وعائلاتهم) يرون في (حملة النظافة) هذه، تدخلاّ غير مبرّر في مهنتهم وتهديداً لمستقبلهم، ومنذ (3 أيام) ونقيب الزبالين في القاهرة يعقد سلسلة اجتماعات متواصلة لمناقشة الأمر والمطالبة بإلغاء أي تعاقد جديد مع شركات نظافة، رافضاً أي تدخل من متطوعين يؤدي للنظافة بعيداً عن خبرة (نقابة جامعي القمامة) لأنّ فيه كما يقول : محاربة للزبالين في (لقمة عيشهم)..؟!. كلام (كبير الزبالين) ومؤسّس نقابتهم (شحاتة المقدس) يطرح عدّة تساؤلات عن سبب تخوّف الزبالين من أي حملة نظافة أو تنظيم لعملهم ومهنتهم ؟!. وهل للأمر علاقة بانشغال معظم (عمال النظافة) في العالم عادة بالتنقيب في (القمامة) قبل حملها ؟!. أشعر أنّ هناك (بقايا لص) في القصة، فنحن في العام (2012م) زمن اللصوص الأغبياء..!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]