فاصلة: ((من سار راكبا حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء)) - حكمة إسبانية - كنت قد كتبت في الأسبوع الماضي عن معاناة المبتعثة للدراسة في أمريكا التي اعتدى عليها زوجها بالضرب، وعلي أن أنوه إلى ما نشرته من معلومات خاطئة تخصها كما أنني أكتب لتوضيح موقف الطرف الآخر وهو الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا التي تواصلت معي مشكورة من قبلها مساعد الملحق الثقافي للشئون الاجتماعية والثقافية د. موضي الخلف لتوضيح وتصحيح المعلومات. المبتعثة أم ناصر وتدرس اللغة في ولاية «أوهايو» وتقريرها الدراسي ضعيف حيث رسبت وسجل المعهد غيابها عنه وهو ما يستوجب في نظام البعثات قطع الصرف عنها لتعثرها الدراسي، وليس كما نشر من معلومات بأنه تم ذلك للضغط عليها للعودة إلى السعودية. كنت قد ذكرت في الأسبوع الماضي أن الملحقية والسفارة سيقنعانها بالتنازل عن شكواها ضد زوجها لكن اتضح لي أن الملحقية في مواجهة المشاكل الأسرية تقنع المبتعثة بالتنازل عن الشكوى في المحكمة لعدم الإضرار بأي سعودي وتصعيد قضيته في المحاكم الأمريكية سواء كان رجلا أو امرأة، ولكنها لا تمنع أي مبتعث من الاتصال بالشرطة من أجل إيقاف أي اعتداء عليه وتوقيع المعتدي على تعهد بعدم تكراره، ولا تقف دون مبتعثة ترغب في استصدار أمر من الشرطة يقتضي بألا يُسمح لأي معتد عليها بالعودة لمنزل الأسرة أو الاقتراب منها أو من أطفالها لفترة معينة، وهو ما يُعرف بأمر التقييد أو الزجر (Restraining Order) بحيث لو خالفه يسجن أو يدفع غرامة. وهذا ما كنت أود أن تفعله المبتعثة «أم ناصر» أي استثمار قوانين أمريكا لحمايتها وليس اللجوء لمحاكم أمريكا لعقاب الزوج. وكنت أحسب أن الملحقيات السعودية تتنصل عن الوقوف إلى جانب أي مبتعثة يلغي زوجها بعثتها فهذا ما أعرفه مثلا عن الملحقية الثقافية في بريطانيا بينما اتضح لي أن الملحقية الثقافية في أمريكا في حال أن المبتعثة لديها قضية طلب الخلع أو الطلاق في المحكمة مثبتة ضد زوجها فإن الملحقية لا تلغي بعثتها. بالعودة إلى مشكلة «أم ناصر» ففي حسابها في تويتر اطلعت على ما جعلني أتساءل عن حقيقة معاناة هذه المبتعثة لماذا ترفض أن توقع على الخطاب الذي طلبته منها الملحقية بالموافقة على إعطاء وسائل الإعلام تفاصيل مشكلتها التي بدأت منذ عام ونصف العام باعتداء زوجها عليها ودخوله السجن بتهمة محاولة القتل ثم خروجه بكفالة؟ لماذا تخفي المبتعثة نصح الملحقية لها بعدم العودة للسكن معه في منزله أو ترك ابنها من زوجها السابق معه؟ زواج المبتعثة تم في مركز إسلامي في أمريكا وليس في السعودية فلماذا لم تتقدم بدعوى للطلاق بدلا من المطالبة بسجن الزوج؟ أسئلتي تطرح استفسارات مختلفة تحمل وجها آخر للمشكلة وهو مسئولية المبتعث عن نفسه وأسرته وجدّيته في الدراسة والتزامه بقوانين البلد التي يعيش فيها. القضية برأيي لم تعد امرأة تعرضت للعنف بل المعلومات الغامضة المختبئة حول مشكلات أسرية تتشكل لاختلاف الزوجين فتبرز إشكالية العنف ضد المرأة وموقف المجتمع السعودي من حق المرأة في الحماية من العنف. ومع كل ما سبق فأنا مع حق المبتعثة في الحماية من العنف ولكن دون إشغال الرأي العام بما لا يخدم القضية الأساسية ويضلل الرأي العام. [email protected]