منذ أن قرأت عن تعرض المبتعثة السعودية للعنف من قبل زوجها وهي حامل في شهرها الخامس وأنا أفكر في نفسية المبتعثة، وكم الضغوط النفسية التي ستواجهها!! لنبدأ بالملحقية والسفارة اللتين لا بد أن تقنعانها بالتنازل عن شكواها ضد الزوج أن كانت قد تقدمت بالشكوى. والغالب أنهما سيسعيان إلى تصدير المشكلة إلى السعودية، وبالتالي سوف تتأجل دراستها. وهي تعرف تماما أنها بذلك ستفقد حقها في الدراسة فهي سوف تنهي الماجستير وتتطلع إلى تمديد بعثتها لدراسة الدكتوراة إلا أنها ستواجه مشكلة المحرم، ولن تستطيع أن عادت إلى السعودية أن تسافر وسط قانون عدم السفر إلا بموافقة ولي الأمر وهو في حالتها الزوج. وإن بقيت في أمريكا فستواجهها مشكلة أخرى حيث إن لدى زوجها سلطة أخرى تمكنه من إلغاء بعثتها حتى لو كانت هي المبتعثة، وهو المرافق فهو ولي أمرها. والملحقية سوف تنفذ طلبه لأن القانون يلزم كل مبتعثة بوجود محرم ولا يوجد استثناء لأي حالة إنسانية. وهناك ضغوط نفسية أخرى من قبل عائلتها في السعودية. ما هو موقف والدها ووالدتها وإخوانها وربما الأقارب؟ هل سيدعمون موقفها ويطالبون بحقها في الحماية أم لا؟ ووسط هذه الضغوط من أبناء جلدتها بالمقابل في أمريكا الوضع مختلف فقد حصلت المبتعثة من الجامعة على وظيفتين تساعدانها على رعاية طفلها ومنحت شقة سكنية مؤقتة ومصروفا شهريا. وهي تدرس حاليا على نفقة الجامعة وأسرتها لأنها طالبة متفوقة. وهناك دعم من زملائها في الجامعة يقابله سلبية وصمت من زملائها السعوديين زملائها غير السعوديين أسسوا مجموعة إلكترونية لمساندتها، ويقول مؤسسها جيرد تايلور «هذه الطالبة، بحاجة إلى مساعدتنا للبقاء في كورفاليس لمتابعة دراستها وأحلامها. لا تتقشفوا في دعمها بالمال والأفكار». وتصف الأمريكية، كيلي وانجر، الطالبة بأنها «مقاتلة شجاعة»، فهي على حد تعبيرها تسلقت جبلا وعرا بقدمين ويدين حافيتين. تقول: «ألا يكفي هذا لنجمع لها التبرعات ونحشد في سبيلها الكلمات؟». برأيكم: ماذا تحتاج هذه المبتعثة وسط هذه الضغوطات النفسية في غربة عن بلدها ؟ [email protected]