لكل إنسان أسراره وتفاصيله الخاصة وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى أدنى إشارة إليه يقول الشاعر طلال السعيد: ما فيه روحٍ ما وراها خفايا والروح من دون الخفايا ما هي روح وقبله بمئات السنين يقول الشاعر أبو فراس الحمداني: بَلَى، أنا مُشتاقٌ وعنْديَ لوعةٌ ولكن مِثلي لا يُذاع لهُ سِرُّ وغيرهما الكثير من الشواهد في الشعر بشقيه (الفصيح والشعبي) وبالتالي فلابد من استشعار مسؤولية (الحفاظ على الخصوصيات) عند الكثير من (الشعراء والشاعرات) سواءً في النصوص التي يبعثون ويبعثن بها للنشر أو في (وسائل التواصل الاجتماعي) فمن حق أي شاعر أو شاعرة أن يكتب وتكتب ما يشاء وتشاء ولكن ضمن أطر معينة تحكمها معايير الخصوصية من عدمها في الإفصاح، أما أن كل ما يكتب يقدم للنشر أو يطلع عليه الآخرون فمؤسف ذلك لتبعاته التي هي ليست في صالح عدة أطراف كالشاعر والشاعرة والمتلقي (والأدلة المحرجة) لا تغيب عن فطنة - أي شخص منطقي وموضوعي ومنصف - فكثير من القصائد هي كألوان الطيف قد تكون متجانسة في القصيدة ولكن لكل منها لونه المستقل في المسمى إذا أُخذ هذا اللون بمنأى عن الألوان الأخرى، بمعنى: أن الشاعر أو الشاعرة وهبوا موهبة الشعر التي من خلالها يستطيعون التطرق لكل شأن بما فيه (أصغر تفاصيلهم) الذاتية وأدق خصوصياتهم فهل من اللائق كشفها للآخرين؟! ثم بنظرة تاريخية شاملة لا يخفى على الراصد الدقيق عدد القصائد وقصصها التي كانت ضد شعرائها وشاعراتها على أكثر من صعيد عوضاً عن شهادة المرء على نفسه في أصغر تفاصيله في مجتمع (محافظ) عماده سلوك إسلامي فطري قويم وعادات اجتماعية فاضلة، وبالتالي يأنف المتطرّق لهذا الشأن عن إيراد أي أنموذج شعري - يتعارض - مع المألوف المشرّف خارج أُطر قيمه التي عمادها مكارم الأخلاق والستر. وقفة: للشاعر سعد بن صبيح العجمي رحمه الله: لولاي أخلّي كل وادي ومجراه ما صار لي عند النشاما شبوحي لا شفت خبلٍ يدبل الكبد بحكاه صديت عنه وقلت أنا أبخص بروحي [email protected]