ما بال القوم مزقوا ثيابهم حفروا قبورهم بأيديهم أأصابهم الجنون فانهزموا يركضون في الشوارع ذهابا وإيابا أصواتهم ترتفع فترات يحتد الموقف لساعات حتى تطال أيديهم كل مخالف ضاعت منهم كل الإجابات اختلط البياض بسواد فأظلمت السماء غاضبة عم السواد كل الطرقات والبيوت اختفت الشمس هاربة وهلهلت الرياح قادمة تلفح الوجوه الحاضرة الصح والخطأ اجتمعوا سواء يحركون الآراء ظهرت الهيئات واختفت البشوات أجاد الجميع ارتداء عباءة العصر نسوا أن التاريخ لا يمزح سيكتبهم حرفا بحرف تتأملهم تتعجب أطالوا القصير وأجادوا ربطة العقدة في الأعناق فخورون بألوانهم الزاهية وفرقة الرأس المائلة التي ميلت قلوبهم وعقولهم الزائفة تغيرت الهويات مسرعة تارة خائفة وتارة جازمة أصبح لكل تيار شعار وعنوان قابل لتدوير وتأليف ما أبسط نثر الكلمات في بحر شوارع الشعوب جنا الفتى ضاحكا أظهر عضلات العمر الفتية يخاطب هذا وذاك بعصا قوية فاحتار معهم أصحاب العقول النيرة فألبسوهم تيجان البطولة واعترفوا بتقدمهم وعجزهم طوال تلك السنين غيب العقل والتفكير الجهل مزق الأرواح والأجساد لا يفرق بين كبير وصغير تجد في كل بيت عويل وبكاء لا يستريح يتساءل الناس بترقب ؟ ما سر هذه الزوبعة هل الفقر هو عنوانها أم أيادي خفية خلفها امتلأت الشوارع والميادين بدماء كل يوم حكاية ضحيتها طفل، رجل، أم أعدادها غير معقولة فاقت قصص الخيال ونحن ما زلنا نقفز من صفحة لصفحة غائبين عاجزين تائهين كل يوم يموت فينا عضو هل قست القلوب أم لا يوجد مفر أقفلت الأبواب بمفتاح كبير لا يستطيعون حمله المزعوم فانهارت العقول باكية وأجادوا اللطم على الخدود مسكينة هي الملامح ولسان حالها يقول الضرب بالميت حرام الطوفان يطول جريانه يهلك الأخضر واليابس يبتلع البشر والحجر يغوص القوم في تياره يبتلعهم بلا رحمة لا تفيد النظريات ولا التحليلات بعد سفك الدماء تفوح رائحة الموت يدفع ثمنها الجميع دون استثناء تهتز الأرض غاضبة تتفجر البراكين هائجة لن تهدأ لن تستريح حتى تسقط كل السيوف الخائنة منذ عصر التاريخ تتكرر المجازر والألم واحد والموت واحد هل تعلمنا من التجربة أم ما زلنا كالأنعام نخفض الرؤوس بالأتربة ونجمل الأجساد الميتة - هيفاء صفوق [email protected]