يتصف أي تعريف للإمساك بكونه تعريفاً نسبياً حيث يعتمد على قوام وتواتر إفراغ الغائط ومدى الصعوبة المبذولة للإفراغ. ومن الطبيعي أن يكون لدى الطفل الطبيعي براز لين كل يومين أو ثلاثة أيام ودون أي صعوبة، وهذا ليس إمساكاً، وبالمقابل تجنب معالجة التغوط لبراز قاسي كل ثلاثة أيام مع صعوبة واضحة منه على أنه إمساك. أغذية بلا ألياف من أهم أسباب الإمساك لدى الأطفال هي الأسباب التي تتعلق بنوعية الطعام الذي يتناوله الطفل مثل الأغذية الفقيرة بالألياف، والأطعمة المصنعة، أو تناول الكثير من الحليب والألبان ومشتقاته. وقد يكون الإمساك ناتجا عن قلة النشاط والحركة لدى الطفل بسبب الجلوس الطويل أمام التلفاز أو الكمبيوتر دون ممارسة أي نشاطات رياضية متجاهلا حاجته للدخول إلى الحمام مما يؤدي إلى حدوث الإمساك. يخاف من الحمام الطفل المصاب بالإمساك يعاني من مغص ليس شديدا لكن مع ألم شديد في منطقة الشرج أثناء محاولة التغوط، وهذا يدفع الطفل لأن يدخل في حلقة مفرغة بسبب خوف الطفل من الألم أثناء التغوط وذلك يدفعه إلى محاولة مقاومة الحاجة للتغوط خوفاً من الألم المرافق وبالتالي عدم التغوط وهذا يؤدي إلى زيادة كمية البراز داخل المستقيم وزيادة قساوته وقد يصل إلى مرحلة من المقاومة لأن يسبب تغوطا لا إراديا على شكل آثار سوائل وغائط على شكل الطين في ملابس الطفل الداخلية. وبسبب قساوة البراز وزيادة حجمه قد يؤدي ذلك إلى حدوث تشققات في منطقة الشرج وهي مؤلمة جداً وخاصة أثناء محاولة التغوط وهذا يزيد المشكلة سوءاً. العلاج بسرعة ومن هنا يبرز الدور المهم للأهل والطبيب في معالجة هذه المشكلة من خلال سرعة متابعة حالة الطفل وعدم التأخر فيها حتى تصل إلى مرحلة متقدمة تؤدي إلى حدوث مضاعفات تتطلب فترة طويلة من العلاج حتى يتم شفاؤها. فاكهة وخضراوات يكون دور الطبيب في الفحص الدقيق وإجراء التحريات اللازمة وتمييز ما إذا كان الطفل لديه إمساكاً بسبب عضوي وهذا يتطلب علاج الحالة الأساسية المسببة للإمساك. أما في حالة الإمساك اللا عضوي (الوظيفي) فهذا يتطلب دورا مهما للأهل في علاج هذه الحالة وتعاون بين الأهل والطبيب والطفل واتباع التعليمات المقدمة من قبل الطبيب، وذلك من خلال نوعية الأغذية المقدمة للطفل بتقديم الأغذية التي تحتوي على كمية كافية من الألياف التي تساعد على امتصاص كمية كافية من الماء مما يجعل البراز ليناً وأسهل مروراً، مع تناول كمية كافية من الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف وكذلك الحبوب، مع التقليل من الحليب ومنتجات الألبان وشرب كميات من الماء تساعد على التخلص من الإمساك وتشجيع الطفل على القيام بنشاط حركي وبعض الممارسات الرياضية ضمن المنزل أو خارجه. الملينات في البداية ويمكن في البداية استخدام بعض الملينات لتساعد على التخلص من البراز القاسي لكن مع عدم الإسراف في استخدامها لفترات طويلة لأن ذلك يمنع الطفل من تعلم الاستخدام المنتظم للحمام، ومن المفيد أيضاً تنظيم أوقات وجبات الطفل وأخذه إلى الحمام في أوقات محددة ومكافأته على جهوده لاستخدام الحمام حتى ولو لم يتمكن من الإخراج. د. بشير العلي - وحدة الأطفال وحديثي الولادة