يعاني بعضهم من نزول دم مع الإخراج، ويصيبه الهلع من ذلك، وبعضهم يعاني ألما شديدا أثناء عملية الإخراج أو تدلي زائدة لحمية من فتحة الشرج، ويوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير الدكتور نعيم أبونبعة «يعاني 50 % على الأقل من الناس من البواسير في مرحلة ما في حياتهم، خاصة بين عمر 20 إلى 50 عاما، وهي عبارة عن تدلي في الغشاء الداخلي للشرج ناتج من تمدد واحتقان الأوردة الدموية الموجودة تحت هذا الغشاء». ويضيف «تنتج البواسير من أي سبب يؤدي إلى احتقان الأوردة الدموية الشرجية، وبالتالي تمددها، ومن هذه الأسباب: زيادة الضغط داخل البطن نتيجة الإمساك، والحمل، وزيادة الوزن، والسعال المزمن، والشد «العصر» أثناء التغوط «الإخراج»، والإسهال الشديد، واستعمال الملينات لفترات طويلة، والجلوس لفترات طويلة أثناء القيادة، والجلوس إلى المكتب أو أمام الكمبيوتر». وفيما يتعلق بأنواع البواسير، يقول أبونبعة «تقسم البواسير إلى أربع درجات حسب مقدار تدلي الغشاء الشرجي: الدرجة الأولى والثانية ينتج منها تدل بسيط ويكون عادة داخل الشرج، أي لا يمكن مشاهدته عند النظر إلى منطقة الشرج من الخارج، أما الدرجة الثالثة فينتج منها تدل لخارج الشرج ولكن يمكن إرجاعه إلى داخل الشرج، والدرجة الرابعة ينتج منها تدل لخارج الشرج ولا يمكن إرجاعه إلى الداخل». وعن أعراض البواسير «يمكن أن توجد لفترات طويلة دون أن تعطي أي أعراض، وتتمثل أعراضها بنزف شرجي لدم أحمر فاتح اللون، وعادة ما يظهر على ورق التواليت أو في نهاية البراز وينتشر على حوض الحمام، ومن الممكن أن يكون النزف غزيرا ومتكررا، وقد يؤدي إلى فقر الدم، ومن الأعراض إفرازات مخاطية، حكة في منطقة الشرج، الشعور بعدم الراحة الشرجية، كتلة متدلية من فتحة الشرج، ألم في منطقة الشرج، ووجوده يعني حدوث إحدى المضاعفات. أما العلاج فيحدده الدكتور أبونبعة «طرق العلاج تعتمد على درجة البواسير، ووجود أو غياب المضاعفات، فبشكل عام يكون علاج الدرجتين الأولى والثانية وبعض حالات الدرجة الثالثة تحفظيا، أي باستعمال الأدوية ونظام غذائي مناسب أو استعمال بعض الوسائل العلاجية من دون الحاجة إلى المداخلة الجراحية، أما البواسير من الدرجة الثالثة والرابعة وفي حالة حدوث المضاعفات، فتحتاج إلى التدخل الجراحي بإحدى الطرق المعترف بها عالميا، أما العلاج التحفظي فيتمثل في اتباع نظام غذائي سليم يحتوي على كميات مناسبة من الألياف «الخبز الأسمر، والفواكه، والخضراوات، والبقوليات» وكميات كافية من الماء يكون فعالا في الكثير من الحالات، ومن الضروري تعديل بعض السلوكيات الخاطئة المتعلقة بالتغوط، ولا يختلف اثنان على ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية وزيادة الاهتمام بها في مثل هذه الحالات، كما أن استعمال مغاطس الماء الفاتر «لا حاجة إلى إضافة الملح أو أي مادة أخرى» يعطي الشعور بالراحة ويساعد على الإسراع بالتخلص من أعراض البواسير». ويضيف «توجد هناك عدة طرق أخرى للعلاج التحفظي «غير الجراحي» مثل ربط البواسير في حلقات مطاطية، وتثبيتها بواسطة الحقن، والتبريد، والكي الضوئي بالأشعة تحت الحمراء «يطلق عليه العلاج بالليزر، وهذا غير صحيح» ولا بد من إعادة تأكيد أن هذه الطرق تستعمل لحالات بسيطة ومعينة، وتختلف النتائج حسب الطريقة المستعملة». أما بالنسبة إلى العلاج الجراحي فيشير الدكتور أبونبعة إلى أن «معظم الطرق الجراحية تستند على قاعدة واحدة، وهي استئصال البواسير، وإن اختلفت الطريقة باستعمال الكاوي، أو الأمواج الصوتية، أو الليزر أو غيرها، وهنا لا بد من تأكيد أن اتباع النظام الغذائي المناسب وتجنب الإمساك لا بد أن يرافق العلاج الجراحي ويستمر بعده». ويلفت إلى أنه «قد تتشابه أعراض البواسير مع أمراض أخرى مثل الشق الشرجي، والتهاب المستقيم، وأورام المستقيم والشرج، وأمراض الشرج الجلدية، والناسور، والدمامل الشرجية، وعليه فإن استشارة الطبيب ضرورية للتشخيص والعلاج السليمين، ولا ينصح باستعمال الوصفات الشعبية وهي كثيرة جدا، فبعضها ضار جدا وقد ينتج منه مضاعفات خطيرة».